واحد من الأفلام المصرية الجديدة هو «حفل زفاف» الذي أنتجه الممثل محمد رياض وأخرجه أحمد يسري، وتدور أحداثه حول خمسة أصدقاء يذهبون في رحلة صيد في شرم الشيخ وتحل عليهم في اليخت ضيفة للترفيه عنهم. ولكنها تقع على وتدين حادين فتموت أثناء مداعبة أحدهم لها. ومن هنا يثور صاحب اليخت عبدالله مشرف فلا يكون من أحدهم وهو خالد (محمد رياض) إلا أن يقوم بإلقاء الفتاة في مياه البحر ويضرب صاحب اليخت على رأسه فيموت هو الآخر، وينجو الخمسة من أية اتهامات من النيابة. لكن مراد (إياد نصار) يلازمه شعور بالذنب لا يستطيع أن يتعايش معه ويريد الآن أن يعترف للشرطة غير أن بقية الأصدقاء يمنعونه، وفي ليلة تثور ثائرة مراد عليهم ويتهم أخاه كريم (أحمد التهامي) الذي كان يداعب الفتاة بالفشل، فما يكون من كريم إلا أن يدهسه بسيارته فيموت مراد. والعجيب أنه لا توجد هنا أية تحقيقات بخصوص فعلته ويمر الأمر هكذا حتى زوجته منال (فيدرا) التي لا تعرف كيف مات بالضبط. وكان القلق قد انتاب منال نتيجة للاضطراب الذي يعانيه مراد وتغير سلوكاته فقرر الاعتراف لها لكنها لم تعطه الفرصة عندما قال لها: «إننا لم نكن بمفردنا على اليخت» مشيراً الى أنه كانت معهم فتاة. يومها نهرته قبل أن يكمل معتقدة فقط أنه خانها، جاء خالد بعد ذلك ليحدثها في الأمر بعدما قالت له إنها تعرف أنه كان هناك فتاة معهم فظن أنها تعرف كل التفاصيل فاعترف لها بما حدث فتصر على إبلاغ الشرطة وهنا يخنقها خالد، وعندما يجد كريم لاحقاً أنه وقع في حب زوجة أخيه ورفضته، يقتلها. وهكذا لا يتبق من الأصدقاء سوى أشرف (إيوان) وعزت (مصطفى هريدي) اللذين يرفضان سلوكات خالد في هذه الحالات من القتل وينكران علاقتهما به، لكنه يذهب إلى حفل زفاف أشرف وأميرة (هايدي كرم) المتحكمة والمتسلطة. تحادثه أميرة في شأن قصة حبهما القديمة وعندما ينهرها تقوم ببساطة هكذا بقتله وهذه الحادثة بالذات كان مبالغاً حين لا توجد أية مبررات لفعل هذا خصوصاً أن السيناريو لم يمهد لنا أنها يمكن أن تقتل. هذا هو مجمل أحداث الفيلم الذي بدا لنا كسهرة درامية تلفزيونية على الطريقة الأميركية وهو في الحقيقة مقتبس من فيلم أميركي عرض قبل أعوام على شاشات التلفزة، أكثر كثيراً مما عرض على الشاشات الكبيرة. وبدوره أتى مليئاً بعمليات قتل المجانية والشخصيات المسطحة والأحداث المفتعلة. ولكن رغم هذا فإن التصوير في الفيلم المصري وبالذات الإضاءة يستحقان الإشادة وكذلك المونتاج خصوصاً في مشاهد الفيلم المتوترة والسريعة مثل مشاهد شرم الشيخ ومشاهد الصراع بين الأصدقاء قبل مقتل مراد. المخرج أحمد يسري أحد كتاب السيناريو الثلاثة قدّم مشاهد تقنية على مستوى جيد وحاول أن يعيد أفلام الجريمة والفيلم «نوار» (أو الفيلم الأسود) إلى السينما المصرية لكنه عانى من اختلالات كثيرة ومبالغات متعددة.