ألزم البرلمان العراقي أمس رئيس الحكومة حيدر العبادي «الحفاظ على وحدة العراق»، بعد أن صوت على رفض استفتاء إقليم كردستان وسط مقاطعة الكتل الكردية. ومن المرجح أن يشارك نحو 5 ملايين كردي في الاستفتاء على تقرير مصير الإقليم يوم 25 أيلول (سبتمبر) الجاري، وسط جدل سياسي واجتماعي داخل الإقليم وفي العراق عامةً. وأدرج البرلمان موضوع استفتاء كردستان على جدول اعمال جلسة امس بناء على طلب مقدم من 80 نائباً، وألزم القرار الذي حظي بالغالبية من النواب، رئيس الوزراء حيدر العبادي باتخاذ التدابير كافة التي تحفظ وحدة العراق. وأكد مقرر البرلمان نيازي معمار أوغلو، أن 173 نائباً من أصل 204 نواب صوتوا على رفض استفتاء اقليم كردستان، وقال في بيان صحافي إن «قرار مجلس النواب في رفض الاستفتاء كان بحضور 204 نواب»، واضاف أوغلو، أن «31 نائباً لم يصوتوا و173 نائباً صوّتوا لمصلحة القرار»، فيما انسحب النواب الاكراد من الجلسة وغادروا القاعة. وعبرت الكتل الكردستانية عن رفضها بشدة القرار الذي صوت عليه المجلس والذي يقضي برفض الاستفتاء، وقال رئيس كتلة «الاتحاد الإسلامي الكردستاني» مثنى امين في مؤتمر صحافي في حضور الكتل الكردستانية في البرلمان، انهم يرفضون بشدة القرار الذي أصدره البرلمان ضد الاستفتاء، ملوحاً الى ان الكتل الكردستانية سيكون لها موقف حيال ذلك القرار. وأضاف ان القرار تم التصويت عليه والنصاب القانوني للبرلمان غير مكتمل وهذا مخالف للنظام الداخلي، مردفاً بالقول ان «الكتل الكردستانية تدعو البرلمان الى الغاء وسحب القرار لفقدانه الصبغة القانونية». إلى ذلك، قال نائب رئيس الوزراء السابق، سلام الزوبعي، إن جميع مكونات العراق ترفض إقامة دولة كردية من حيث المفهوم، مؤكدا أنه «لا توجد أي متطلبات لإقامة الدولة على أساس القومية». وأضاف الزوبعي في تصريح صحافي، ان الاكراد جزء لا يتجزأ من «فشل العملية السياسية»، مضيفاً أن «بناء الكرد للجسور والمطاعم والمولات لا يعني أنهم أصبحوا أكبر من العراق». وتابع بأن «كل مكونات العراق ترفض إقامة دولة كردية من حيث المفهوم، ولا توجد أي متطلبات لإقامة الدولة على أساس القومية»، مشيرا إلى أن «الكرد جزء من الفشل الذي منيت به الدولة العراقية». وأشار نائب رئيس الوزراء السابق، إلى أن «كركوك أصبحت قنبلة موقوتة بسبب ضعف الدولة، وأن تنظيم داعش جاء لإكمال مشروع الدول التي تعمل ضد العراق الذي علم الدول كيف تبنى الدولة ولا يقبل الوصايا من أحد».