اتفق قادة الدول الإسلامية على مواصلة الجهود لتنسيق وإيفاد المعونة الإنسانية لإنقاذ الأرواح من مسلمي ميانمار (أقلية الروهينغا) لا سيما الإمدادات الطبية والغذائية إلى المناطق المتضررة في ميانمار، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الإسلامية (إينا) اليوم (الاثنين). وحض القادة خلال اجتماع خصص لمناقشة مستجدات أوضاع الروهينغا على هامش قمة «منظمة التعاون الإسلامي الأولى للعلوم والتكنولوجيا» في أستانا أمس، كل الدول على مواصلة تقديم المساعدة الإنسانية والممكنة للمسلمين في ميانمار، لا سيما إلى المشردين داخلياً واللاجئين الذين يعيشون خارج وطنهم، ويشمل ذلك جمع الأموال من أجل الإغاثة الإنسانية. وأعرب المجتمعون بمبادرة من الرئيس الحالي للقمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قلقهم «البالغ» إزاء الأعمال الوحشية المنهجية التي ترتكبها قوات الأمن في ميانمار ضد الروهينغيا، والتي تشكل انتهاكاً خطيراً وصارخاً للقانون الدولي، ومست أكثر 270 ألف مسلم شردوا قسراً إلى بنغلادش، وحرقت منازلهم وأماكن عبادتهم. وشجع المجتمعون حكومة ميانمار على «التعاون بشكل كامل مع بعثة تقصي الحقائق التي كلفها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بإجراء تحقيق شامل ومستقل في كل الانتهاكات المزعومة للقانون الدولي لحقوق الإنسان وتقديم مرتكبيها إلى العدالة» وعلى «الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي ومعاهدات حقوق الإنسان، واتخاذ كل التدابير الكفيلة بوقف أعمال التشتيت والممارسات التمييزية ضد مسلمي الروهينغيا، فضلا عن المحاولات المستمرة لطمس هويتهم وثقافتهم الإسلامية، بما في ذلك شطبهم من قوائم الأسر المعيشية وهدم أماكن العبادة والمؤسسات والمنازل الخاصة بهم». وطالب المجتمعون حكومة ميانمار ب«القضاء على الأسباب الجذرية، بما في ذلك حرمان أقلية الروهينغيا المسلمة من الجنسية بموجب قانون الجنسية للعام 1982 الذي أسفر عن حرمانها من دولتها ومن حقوقها، واستمرار الحرمان والتمييز ضدها، والعمل على إيجاد حل عادل ومستدام لهذه المسألة». وحضوها على «اتخاذ تدابير عاجلة لضمان عودة مستدامة للاجئين والمشردين داخلياً وخارجياً إلى وطنهم في ولاية راخين (أراكان) في أمن وأمان وبكرامة وتوفير سبل العيش لهم». ودعا الاجتماع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي والمجتمع الدولي إلى مواصلة جهودها بالاقتران مع جهود الأممالمتحدة لضمان عودة جميع اللاجئين الميانماريين المشردين إلى ديارهم في مقاطعة راخين مع تكثيف جهودها في المنتديات الدولية بغية تحقيق استعادة حقوق الجنسية والمواطنة للروهينجيا في ميانمار، وإلى مواصلة العمل مع حكومة ميانمار لحماية الأقليات المسلمة في أراضيها. وأيد الاجتماع جهود الحوار الواسع بين الأديان وشجع حكومة ميانمار على دعم المبادرات التمهيدية لتعزيز الوئام بين الطوائف العرقية والطائفية. وأحاط الاجتماع علماً بأن المساعدة في مجال تطوير الهياكل الأساسية ومشاركة المجتمع المحلي ستكون أكثر فعالية في إحلال السلام في المناطق المتضررة، وفي هذا الصدد، ينبغي أن يضطلع البنك الإسلامي للتنمية وصندوق التضامن الإسلامي بدور أنشط في هذا المجال.