تفاجأ الجمهور الأردني أمس بتظاهرة للجماعة السلفية الأردنية وسط العاصمة تحدث للمرة الأولى شارك فيها نحو 500 شخص مطالبين بالإفراج عن أبنائهم المعتقلين في السجون الأردنية. ووقف المتظاهرون، ومعظمهم من الملتحين ويلبسون اللباس الأفغاني التقليدي، في ساحة الجامع الحسيني وسط عمان وهم يهتفون «الشعب يريد تحكيم القرآن»، وهو المكان نفسه الذي تستخدمه الحركة الإسلامية والأحزاب اليسارية والقومية والحركات الشبابية كل يوم جمعة للمطالبة بإصلاح النظام وحل البرلمان. اعتصام الأمس غير المألوف استمر لمدة ساعة للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين والمحكومين السلفيين في السجون الأردنية، ويقدر عددهم بتسعين شخصاً تصر الجماعات السلفية على تسميتهم ب «الأسرى». ورفع المعتصمون، وبينهم عشرات النساء والأطفال، شعارات تقول: لا تبديل لشرع الله. بالروح بالدم نفديك يا أسير. الجهاد سبيلنا. لا لاقتحام البيوت ليلاً. وهتفوا ضد الديموقراطية والعلمانية والحكومة والمدنية، ووزعوا بياناً أعلنوا فيهم فرحهم «بسقوط الأنظمة الجاهلية» مطالبين بتحكيم شرع الله ومرحبين بكل «كل جهد مبارك يخلخل قوى التكبر والاستبداد»، رافضين حصر المطالب الشعبية «بقضايا مادية وتحسينات اقتصادية أو ترقيعات سياسية تديم عمر الباطل وأهله». واعتبر البيان إن عدم تحكيم الإسلام أدى الى «حكم الدساتير الوضعية واحتلال بلاد المسلمين ومحاربة الدعوة وإفساد المرأة المسلمة ونشوء الجوع والفقر وظهور الفساد». وطالب البيان بعدم الاكتفاء بتغيير الوجوه والأشخاص بل «خلع كل منظومات الفساد المخالفة للدين الإسلامي». وشارك في الاعتصام زعيم التيار السلفي الجهادي في الأردن عبد شحادة الطحاوي، الذي سبق ودخل السجون الأردنية عدة مرات، وكذلك عائلات سلفيين معتقلين ومحكومين في السجون الأردنية وأبناء الجماعة . وذكرت «فرانس برس» أن 27 سجيناً أعلنوا إضراباً عن الطعام. في غضون ذلك، أصدرت الجماعة السلفية التقليدية الأردنية بياناً على موقعها «كل السلفيين» جاء على لسان الشيخ علي الحلبي اعتبر فيه أن «الثورات التي تعم الوطن العربي ضد الحكومات والحكام هي من أعمال الفتن»، مهاجماً الفتاوى المؤيدة لها وواصفاً إياها بالخروج عن «طاعة ولي الأمر». ومن جهة أخرى نفذ حوالى مئة شخص اعتصاماً أمام رئاسة الوزراء أمس مطالبين الحكومة بالإفراج الفوري عن الجندي السابق أحمد الدقامسة الذي قتل في ربيع 1997 سبع طالبات إسرائيليات كن في زيارة الى منطقة الباقورة الأردنية. وطالبت والدة الدقامسة الملك عبدالله الثاني بالعفو عن ابنها بعدما قضى 14 عاماً في السجن. ورفع المعتصمون لافتات تطالب ب «الإفراج عن البطل أحمد الدقامسة». كما نفذ مئات من العمال اعتصاماً أمام مجلس الأمة أمس مطالبين بإقالة رئيس اتحاد العمال مازن المعايطة وتحويل ملف الاتحاد الى هيئة مكافحة الفساد وإصدار قانون ينظم العمل النقابي ويوسع الحريات النقابية. واجتمع عدد من المعتصمين مع لجنة العمل في مجلس النواب التي وعدتهم بنقل مطالبهم الى رئاسة البرلمان والأخذ بها.