أعلنت وسائل الاعلام الموالية للحكومة البورمية اليوم (السبت)، أن السلطات ستقيم مخيمات لمساعدة النازحين من أقلية الرهينغا في ولاية راخين، في أول تحرك للحكومة من أجل المساعدة بعد 16 يوماً من أعمال العنف ضد الروهينغا الذي لجأ بعضهم إلى بنغلادش. ويعتقد ان عشرات الآلاف ممن لا يزالون في ولاية راخين هم في طريقهم الى الفرار، هرباً من حرق القرى وحملات الجيش، يتهمها لاجئو الروهينغا بمهاجمة المدنيين ومحاصرتهم في الهضاب من دون طعام وماء ومأوى ورعاية طبية. وطالبت بنغلادش بورما بوقف الهجرة عبر تأمين «منطقة آمنة» داخل البلاد للروهينغا النازحين. وبعد اسبوعين من اعمال العنف، اعلنت الحكومة أنها ستقيم ثلاثة مخيمات في شمال وجنوب ووسط مونغداو، المنطقة ذات الغالبية من الروهينغا، حيث تتركز اعمال العنف. وافادت صحيفة «غلوبل نيو لايت او ميانمار» اليوم بأن «النازحين سيتمكنون من الحصول على مساعدات انسانية ورعاية طبية، سيقدمها متطوعو الصليب الاحمر المحلي» ودان شيخ الأزهر أحمد الطيب بشدة العنف ضد مسلمي الروهينغا في ميانمار وحذر في بيان أمس، من أن ذلك سيشجع على ارتكاب جرائم الإرهاب. وقال أنه سيقود «تحركات إنسانية على المستوى العربي والإسلامي والدولي لوقف هذه المجازر التي يدفع ثمنها المواطنون المسلمون وحدهم في ميانمار». وأضاف أنه «يطالب الهيئات والمنظَمات الدولية كافة وجمعياتِ حقوق الإنسان في العالَم كله أن تقوم بواجبها في اتخاذ الإجراءات اللازمة للتحقيق في هذه الجرائم المنكرة، وتعقب مرتكبيها وتقديمهم إلى محكمة العدل الدولية لمحاكمتهم باعتبارهم مجرمي حرب، جزاء ما ارتكبوه من فظائع وحشية». وتابع: «يجب على الجميع أن يضع في الاعتبار أن مثل هذه الجرائم من أقوى الأسباب التي تشجع على ارتكاب جرائم الإرهاب التي تعاني منها الإنسانية جمعاء». وطالب البيان قادة الدول العربية والمجتمع الدولي ببذل أقصى ما يستطيعون من ضغط سياسي واقتصادي يوقف السلطات في ميانمار عن انتهاج ما وصفه «سياسة التمييز العنصري والديني بين المواطنين». وقالت مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن «ما يقدر بحوالى 270 ألف لاجئ من الروهينغا فروا من ميانمار خلال الأسبوعين الأخيرين، سعياً للجوء إلى بنغلادش». وبدأ الخروج الجماعي لأقلية الروهينغا بعد هجوم شنه متشددون في 25 آب (أغسطس) الماضي، وهجوم مضاد من الجيش، ما أسفر عن مقتل المئات.