قُتل 32 شخصاً بزلزال ضرب الساحل الجنوبي للمكسيك، واعتُبر الأقوى في البلاد منذ قرن. تزامن ذلك مع ارتفاع حصيلة ضحايا الإعصار «إرما» الى 12 قتيلاً في جزر الكاريبي، فيما يقترب من كوبا ويهدد ولاية فلوريدا في الولاياتالمتحدة التي تتحسّب لدمار سيحدثه في جزء من أراضيها. وحدّد المركز الأميركي للجيولوجيا مركز الزلزال في المحيط الهادئ، على بعد نحو 100 كيلومتر عن ساحل ولاية تشياباس، وعلى عمق 69 كيلومتراً، مشيراً الى ان قوته بلغت 8.1 درجة على مقياس ريختر. لكن الرئيس المكسيكي انريكه بينيا نييتو قال خلال زيارته المركز الوطني لمراقبة الكوارث ان الزلزال هو «الأقوى خلال قرن»، مشيراً إلى أن قوته بلغت 8.2 درجة. وأعلن حاكم ولاية واكساكا أليخاندرو مورات مقتل 23 شخصاً في ولايته، محصياً مقتل 7 افراد في ولاية تشياباس المجاورة وفي ولاية تاباسكو، بينهم طفلان. وأفاد مركز التحذير من أمواج المدّ العاتية (تسونامي) في المحيط الهادئ بأن الزلزال سبّب ارتفاع الأمواج إلى 0.7 متر في المكسيك. وعرض التلفزيون المكسيكي لقطات للبحر وهو ينحسر نحو 50 متراً، فيما أخلت السلطات مناطق ساحلية. وأعلنت هيئة المسح الجيولوجي حدوث توابع تراوحت قوتها بين 4.3 و5.7 درجة، علماً ان سكان العاصمة شعروا بالزلزال، على بعد ألف كيلومتر من مركزه. وتصدّعت مبانٍ كثيرة، كما تهشّمت نوافذ في مطار مكسيكو سيتي وانقطع التيار الكهربائي عن أحياء كبرى في العاصمة. وتقع المكسيك عند نقطة التقاء 5 طبقات تكتونية وتشهد نشاطاً زلزالياً ضخماً. وفي أيلول (سبتمبر) 1985، دمّر زلزال بلغت قوته 8.1 درجة جزءاً كبيراً من العاصمة، موقعاً اكثر من 10 آلاف قتيل. ومنذ تلك المأساة، عزّزت السلطات المكسيكية قوانين البناء وطوّرت نظام تحذير يعتمد على أجهزة استشعار مثبتة على السواحل. في غضون ذلك، حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أن الإعصار «إرما» الذي يهدد فلوريدا يتمتع ب «قوة تدمير تاريخية»، داعياً السكان الى اليقظة وتنفيذ توصيات السلطات. وتراجع الإعصار من الدرجة الخامسة الى الدرجة الرابعة، وترافقه رياح سرعتها 250 كيلومتراً في الساعة، متّجه إلى الساحل الأميركي الجنوبي الشرقي، بدءاً بولاية فلوريدا مروراً بجورجيا ووصولاً الى ساوث كارولاينا. ورجّح المركز الأميركي لمراقبة الأعاصير ارتفاع مستوى الأمواج 8 أمتار، وحدوث «فيضانات قاتلة وخطرة». كما اعلنت الوكالة الاتحادية الأميركية لإدارة الطوارئ أن الإعصار «سينشر دماراً» في جزء من الولاياتالمتحدة، مشيراً إلى أن المسؤولين يجرون استعدادات ضخمة لمواجهته. وكان «إرما» مصنفاً في الدرجة الخامسة الأقوى، وترافقه رياح سرعتها 300 كيلومتر في الساعة، وأدى الى مقتل 12 شخصاً في جزر الكاريبي. ودُمرت جزيرة أنغيلا البريطانية في شكل شبه كامل، فيما تحدثت امرأة في جزيرة سان مارتان المعروفة بشواطئها الخلابة، عن «تدمير» كامل مشابه لسقوط «قنبلة ذرية».