أشاد اقتصاديون بتأسيس شركة طريق الحرير السعودية للخدمات الصناعية، بخاصة وأنها تشكل الخطوة العملية لتشجيع الاستثمارات الصناعية، وأوضحوا ل«الحياة» أن هذه الشركة سيكون لها دور بارز في تعزيز القدرات الاقتصادية وتنمية الموارد واستثمار الإمكانات السعودية كافة، خصوصاً أن الشركة من المتوقع أن تكون أكبر منصة متقدمة للعلاقات بين المملكة والصين بهدف جذب الاستثمارات الصينية لمختلف القطاعات الصناعية. وأوضح المستشار المالي والمصرفي فضل البوعينين، أن إطلاق طريق الحرير على مجموعة الطرق المترابطة التي كانت تسلكها القوافل والسفن بين الصين وأوروبا، والمعروف أن الصين تسعى لإعادة إحياء هذه الطريق بالشراكة مع الدول الأخرى، إذ تأتي السعودية في مقدم الدول المؤثرة في هذا المشروع الحيوي. ووفق اتفاقات الشراكة بين السعودية والصين، فقد قامت السعودية بخطوات عملية للمشاركة الفاعلة في المشروع الاستراتيجي، إذ تأتي مدينة الملك عبدالله بجازان محوراً رئيساً للمشروع الحيوي. وضمن الاتفاقات الموقعة مع الجانب الصيني توفير موقع خاص في مدينة الملك عبدالله لتشكيل تجمع للصناعات والتجارة الصينية التي ستجد طريقها بسهولة إلى أفريقيا من خلال الميناء. وقال: «أعتقد أن التوقيع على مذكرة تأسيس شركة طريق الحرير السعودية للخدمات الصناعية، تشكل الخطوة العملية لتشجيع الاستثمارات الصناعية في مدينة جيزان، إضافة إلى تحويلها إلى مركز ربط تجاري مستقبلاً وبما يعزز التجارة بين آسيا وأوروبا وإفريقيا، وبما ينسجم مع رؤية المملكة 2030، التي تركز على استغلال الموقع الجغرافي للسعودية. وأضاف: «أجزم بأن تعزيز الشراكة مع الصين سيسهم في ضح استثمارات نوعية صينية في الاقتصاد السعودي، عوضاً عمّا سيحققه من دعم لأهداف رؤية المملكة 2030 والاستراتيجية الأمنية ذات الأبعاد الاقتصادية». من جانبه، ذكر عضو الجمعية السعودية للاقتصاد الدكتور عبدالله المغلوث، أن الاتفاق مع الصين سيعزز متانة العلاقات السعودية - الصينية، وهذه الشراكة ستخلق فرصاً اقتصادية صناعية وتسهم في نمو المنطقة، وتجذب استثمارات صينية داخل المملكة، ناهيك عن فتح فرص وظيفية للسعوديين مما يساعد على تقليل حجم البطالة التي بلغت 12 في المئة، وهذه الشراكة ستستفيد من الإجراءات والمميزات التي تسمح بها الدولة للشركات المستثمرة الأجنبية. وقال: «المملكة تمتلك المقومات من نفط ومعادن وموقع استراتيجي يربط بين آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا، وسيساعد على تحقيق الاستقرار الاقتصادي بين الدولتين السعودية والصين. وأثناء زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان إلى الصين تم توقيع مذكرات تعاون وتفاهم لجلب الاستثمارات الصينية إلى السعودية وتشجيع الاستثمارات بينهم، وهذه الشركة جزء من تلك الزيادة، وإن التحول الوطني ورؤية 2030 تتطلب حضور المملكة بشركات عالمية في مثل تلك الدول الصين واليابان وأميركا ودول أخرى، ومحطات لها في المشاريع سواء في البنى والتشييد أو الطاقة أو المعادن أو تكرير النفط». من جهته، ذكر المحلل الاقتصادي الدكتور سالم باعجاجة، أن شركة طريق الحرير أخذت هذا المسمى من التجار السابقين بين الصين والجزيرة العربية، وهذا التحالف السعودي - الصيني في المجال الاقتصادي سيعود بالنفع على المواطن السعودي لأنه سيوفر رؤوس أموال طائلة في جميع المجالات صناعياً أو زراعياً أو سياحياً، وأضاف باعجاجة أن صناديق الدولة الصناعية والزراعية ستستثمر في هذه الشركة، وبالتالي سيكون هنالك موارد جديدة للدولة، وهذا يأتي متسقاً مع رؤية السعودية لعام 2030 بتنوع مصادر الدخل، وإضافة إيرادات أخرى غير نفطية للاقتصاد السعودي.