أعلن الجيش اللبناني اليوم (الأربعاء)، أن فحوص الحمض النووي التي اجراها على جثث تم انتشالها من جرود بلدة حدودية مع سورية، كانت تحت سيطرة تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش)، أظهرت انها تعود لعسكريين لبنانيين خطفوا قبل ثلاث سنوات. ويأتي هذا الاعلان بعد عثور الجيش قبل أقل من أسبوعين في جرود بلدة عرسال على رفات تم نقلها الى المستشفى العسكري للتأكد من هويات أصحابها. وقالت قيادة الجيش في بيان: «بتكليف من مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، أنجزت مهمة التعرف إلى جثامين شهداء الجيش، بعد إجراء فحوصات الحمض النووي». وأفادت بأن قائد الجيش العماد جوزف عون استقبل وفداً من «عائلات العسكريين الشهداء العشرة، وتمّ إبلاغهم بالنتيجة الرسمية النهائية للفحوص التي جاءت مطابقة لفحوصات العيّنات المأخوذة منهم». وأكد مصدر عسكري أن «العسكريين العشرة استشهدوا على ايدي تنظيم داعش، لكن نتيجة فحوصات الحمض النووي لا يمكن ان تبيّن الطريقة التي قتلوا فيها نظراً لتحلل الجثث بحسب ما ابلغنا الطبيب الشرعي». وتعود الجثامين لثمانية عسكريين كانوا مخطوفين لدى تنظيم «داعش» منذ آب (أغسطس) 2014 من دون توافر أي معلومات عن مصيرهم. وتم العثور على الجثتين الباقيتين في مكان منفصل وتعود الأولى لجندي سبق للتنظيم أن بث مقطع فيديو يوثق اعدامه بعد اكثر من شهر على خطفه مع بقية العسكريين. وتعود الجثة الثانية لجندي قتله التنظيم خلال قيامه بمهمة عسكرية. واثر معارك عنيفة في بلدة عرسال الحدودية في العام 2014، خطف التنظيم المتشدد و«جبهة النصرة» 30 عسكريا لبنانيا. وأفرجت «جبهة النصرة» في العام 2015 عن 16 منهم بعدما أعدمت أربعة وتوفي خامس متأثرا باصابته. وكان الجيش اللبناني بدأ في 19 آب (اغسطس) الماضي عملية عسكرية في جرود القاع وجرود رأس بعلبك لطرد تنظيم «داعش» من هذه المنطقة الحدودية مع سورية، وانهاء سيطرته على أراض لبنانية. وتزامنا مع بدء الجيش لعمليته، بدأ «حزب الله» اللبناني والجيش السوري هجوما على تنظيم «داعش» في منطقة القلمون الغربي على الجهة السورية من الحدود. وبعد اسبوع من المعارك، توصل «حزب الله» الى اتفاق مع التنظيم، يقضي بانسحاب عناصره من نقاط تواجده في المنطقة الحدودية بين لبنان وسورية باتجاه محافظة دير الزور السورية مقابل كشف مصير العسكريين المخطوفين. وتنظم السلطات اللبنانية صباح بعد غد «حفلاً تكريمياً للعسكريين الشهداء» في مقر وزارة الدفاع بحضور الرؤساء الثلاثة وكبار القادة العسكريين. واعلنت رئاسة مجلس الوزراء الحداد الرسمي الجمعة، وأصدرت مذكرة رسمية نصت على اقفال الادارات والمؤسسات العامة حداداً على ارواح العسكريين. وبعد اندلاع النزاع في سورية المجاورة في العام 2011، شهد لبنان سلسلة تفجيرات في مناطق مدنية واعتداءات على نقاط للجيش تبنت التنظيمات المتشددة مسؤولية تنفيذ عدد منها.