زادت أسعار النفط أمس، بعد ارتفاع هوامش التكرير العالمية وإعادة فتح مصاف على الساحل الأميركي لخليج المكسيك، ما ساهم في تحسين آفاق سوق الخام بعد انخفاضات حادة جراء العاصفة «هارفي». وارتفع خام القياس العالمي مزيج «برنت» 28 سنتاً إلى 53.66 دولار للبرميل، كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 15 سنتاً إلى 48.81 دولار للبرميل. ويتم استئناف تشغيل المصافي وخطوط الأنابيب والموانئ التي تضررت من الإعصار «هارفي» قبل عشرة أيام. وحتى أول من أمس تعطل نحو 3.8 مليون برميل من طاقة التكرير أو ما يعادل 20 في المئة من إجمالي الطاقة التكريرية بالولايات المتحدة، مقارنة ب 4.2 مليون برميل يومياً في ذروة العاصفة. وتتركز الأنظار أيضاً على الإعصار «إرما»، الذي جرى تصنيفه كعاصفة من الفئة الخامسة ويتجه نحو الكاريبي وفلوريدا، وقد يعطل مصافي أخرى ويسبب مزيداً من نقص الوقود. وتظهر بيانات منصة «تومسون رويترز إيكون» أن نحو 250 ألف برميل من الطاقة التكريرية اليومية في جمهورية الدومينيكان وكوبا تقع في المسار المباشر للإعصار. في سياق متصل، قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك إن سوق النفط ستتوازن بحلول الأول من نيسان (أبريل) العام المقبل وفقاً لتوقعاته. وأضاف في تصريحات للصحافيين: «إذا لم تتوازن سنستخدم خيار تمديد الاتفاق» في إشارة إلى اتفاق خفض إنتاج الخام بين «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك) والمنتجين من خارجها. إلى ذلك، أكدت مصادر ليبية في قطاع النفط أن «حقل الشرارة»، أكبر حقل نفطي في ليبيا، استأنف الإنتاج تدريجاً أمس بعد إنهاء إغلاق خط أنابيب. وأفاد مصدر في الحقل بأن «العمل بدأ تواً، بشكل تدريجي»، مضيفاً أن «من المرجح أن يصل الإنتاج إلى المستويات المعتادة خلال ثلاثة إلى أربعة أيام». وكان الحقل ينتج نحو 280 ألف برميل يومياً حتى اضطر للإغلاق نظراً إلى تعطيل خط أنابيب في 19 آب (أغسطس). وأضاف «كانت هناك حاجة لإجراء بعض أعمال الصيانة مع استئناف الإنتاج، وإن الإغلاق تسبب في بعض الضرر». وأكد مصدر ثان أن «الإنتاج قد يستأنف بسرعة بمجرد الانتهاء من عمليات الفحص»، لافتاً إلى أن «الضخ غالباً ما يبدأ بعدما يجرون بعض الاختبارات للتأكد من السلامة». واستأنف «حقل الشرارة» الإنتاج في كانون الأول (ديسمبر) بعد إغلاق خط أنابيب لعامين، وكان مهماً لتعافي إنتاج ليبيا النفطي ليصل إلى مليون برميل يومياً، وهو مستوى يعادل ثلاثة أمثال ما كان عليه في منتصف 2016. لكن الحقل شهد إغلاقات متكررة لفترات موقتة هذه السنة بسبب الاحتجاجات ونشاط المجموعات المسلحة حول الحقل وعلى طول خط الأنابيب المتجه شمالاً. وتدير مؤسسة النفط الليبية حقل الشرارة من خلال مشروع مشترك مع شركات «ريبسول» و «توتال» و «شتات أويل» و «أو إم في». في سياق منفصل، أكدت «وكالة الأنباء الإيرانية» (إرنا)، أن «شركة النفط الوطنية الإيرانية وقعت عقداً بقيمة 42 مليون يورو مع «سوفريغاز» الفرنسية لاستعادة الغاز المحترق في مصفاة بحقل «بارس» الجنوبي أضخم حقل غاز في العالم». و «سامين» الإيرانية من بين الموقعين على الاتفاق الذي من المتوقع أن يستغرق 30 شهراً حتى يكتمل. ووقعت «توتال» الفرنسية اتفاقاً مع طهران في تموز (يوليو) لتطوير المرحلة الحادية عشرة من حقل «بارس» الجنوبي، ما يمثل أول استثمار غربي كبير بقطاع الطاقة في إيران منذ رفع العقوبات عنها. وستتولى «توتال» الإدارة بحصة قدرها 50.1 في المئة إلى جانب «سي إن بي سي» الصينية للنفط والغاز المملوكة للدولة التي تحوز 30 في المئة و «بتروبارس» التابعة ل «شركة النفط الوطنية الإيرانية» بحصة 19.9 في المئة. وأكدت وزارة النفط الإيرانية في بيان آنذاك، أن المشروع سيكلف ما يصل إلى خمسة بلايين دولار، ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج في غضون 40 شهراً.