استهلت السوق المالية السعودية تعاملاتها الأسبوعية بعد «عطلة السبت» على تراجع حاد في مؤشرها العام، يأتي هذا بتأثير ضغوط البيع التي لجأ إليها بعض المتعاملين بعد الأحداث التي شهدتها المنطقة العربية في الشهرين الأخيرين، والتي توزعت على دول عدة في المنطقة العربية، ما أحدث بعض القلق في أوساط المتعاملين خصوصاً بعد تعليق التداولات في البورصة المصرية منذ نهاية الشهر الماضي حتى الثلثاء المقبل، وتعطل النظام المصرفي أيام عدة، فيما زادت حدة قلق المتعاملين بعد التظاهرات في اليمن، والبحرين، وأخيراً في ليبيا. وكان مؤشر السوق استهل جلسة أمس على ارتفاع تخطى نسبه 0.50 في المئة في النصف ساعة الأولى من الجلسة، إلا أنه سلك اتجاهاً نزولياً حتى بلغ أدنى مستوى له عند 5919 نقطة، بنسبة تراجع 5.51 في المئة، فيما أسهمت الطلبات الأخيرة من الجلسة في تقليص خسارة المؤشر بعد تحسن أسعار بعض الأسهم، لتتقلص خسارة المؤشر أمس إلى 5 في المئة، تعادل 313.15 نقطة، ليهبط المؤشر إلى مستوى 5950.64 نقطة وهو أدنى مستوى للمؤشر منذ 6 حزيران (يونيو) الماضي عندما هبط المؤشر إلى 5925 نقطة في مقابل 6263.79 نقطة ليوم الأربعاء الماضي، لترتفع خسارة المؤشر منذ مطلع السنة إلى 10.12 في المئة، تعادل 670 نقطة. وتُعد خسارة المؤشر أمس العاشرة على التوالي، فيما كانت خسارة المؤشر الأكبر السابقة نهاية تعاملات السبت 29 من الشهر الماضي، بلغت 6.43 في المئة، ويتخوف متعاملون من زيادة موجة هبوط الأسعار بعد اتساع نطاق التظاهرات في المنطقة العربية، فيما يتجه بعض المتعاملين لعمليات شراء في أسهم شركات عدة يتوقعون تحسن أسعارها في الفترة المقبلة، خصوصاً أن أسعار بعض الأسهم أصبح مغرياً للشراء. وفقدت الأسهم السعودية عند الإغلاق 60.1 بليون ريال من قيمتها، نسبتها 4.79 في المئة، لتهبط القيمة السوقية إلى 1.194 تريليون ريال، في مقابل 1.255 تريليون ريال نهاية الجلسة السابقة، يأتي هذا بعد تراجع أسهم 144 شركة منها 18 شركة هبطت بأكثر من 9 في المئة، فيما كان سهم «معدنية» الرابح الوحيد، بنسبة بلغت 2.70 في المئة. وسجلت السوق المالية ارتفاعاً في معدلات الأداء، إذ ارتفعت السيولة المتداولة بنسبة 32 في المئة، إلى 4.91 بليون ريال، وصعدت الكمية المتداولة 45 في المئة، إلى 237 مليون سهم، وارتفع عدد الصفقات المنفذة 33 في المئة، إلى 108 آلاف صفقة. وطاول الهبوط كل مؤشرات القطاعات، وإن جاءت نسب الهبوط متباينة، وسجل مؤشر «الاتصالات» أكبر خسارة بلغت 7.46 في المئة، تلاه مؤشر «التأمين» المتراجع 6.98 في المئة، فيما بلغت خسارة مؤشر «المصارف» 5.11 في المئة، وفقد مؤشر «البتروكيماويات» 4.61 في المئة من قيمته، وكانت أقل خسارة سجلها مؤشر «الاسمنت» وبلغت 2.70 في المئة. أما أبرز الأسهم في تعاملات أمس فكان سهم «معدنية» الذي ارتفع سعره إلى 34.20 ريال من 33.30 ريال للجلسة السابقة، من تداول 2.27 مليون سهم، واستحوذ سهم «سابك» على 16.48 في المئة من السيولة، تعادل 811 مليون ريال، هبط سعره خلالها 3.38 في المئة، إلى 93 ريالاً، وفقد سهم «الراجحي» 5.19 في المئة من قيمته، إلى 73 ريالاً.