أخيراً، أعلن أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز إسناد إدارة المشاريع العاجلة لتصريف مياه الأمطار والسيول في جدة إلى شركة أرامكو السعودية، بعد تخبط الكثير من الجهات الحكومية فيها، ما أدى إلى تكرر كوارث السيول التي تضرب المدينة. وكرد فعل أولي تلقى سكان جدة هذا الخبر بارتياح كبير، نظراً إلى ما تمتلكه الشركة النفطية من مكانة خاصة باعتبارها المنشأة المثالية التي تحمل سجلاً كبيراً في الإدارة والتنظيم والنجاحات المتوالية. وفي نظرة سريعة لآخر المشاريع التي تولتها أرامكو، ينظر المراقبون إلى منجز إنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في عامين بالمعجزة التي حققتها الشركة واقعاً. ضخامة المهمة الموكلة على عاتق أرامكو في إجراء عمليات قلب مفتوح لجدة بصورة عاجلة لا تحتمل التأخير، حدت بعضو لجنة المرافق والبنية التحتية في غرفة التجارة والصناعة في جدة المهندس محمد سليم الحربي بمطالبة أرامكو بالإعداد لورشة عمل كبيرة تعقد في مدة قصيرة ويدعى لها المختصون في القضايا الهندسية والخدماتية للنقاش، والإدلاء بمقترحات. يقول الحربي: «من المهم مشاركة أصحاب الاختصاص من المحليين في التصور الجديد للمشاريع، أرامكو ستبدأ من الصفر، وحل المشكلة ليس في وضع سدود فقط، إذ إن من المفترض أن تتم حماية المدينة بأكملها من السيول، فالتربة في جدة مشبعة بالمياه بالكامل». ويرى المهندس محمد الحربي أن لدى أرامكو خبرات وعلاقات دولية في التخصصات كافة، «لديها قسم للدراسات «الهيدرولوجية»، لكنه متخصص في المياه التي تقع بالقرب من آبار النفط، أما المياه السطحية كما هو الحال في جدة فبالتأكيد أنها ستعمد للاستفادة من مختصين وشركاء ذوي خبرة في هذا المجال، وعلى الشركات العالمية التي ستشارك في مشاريع جدة أن تستمع لرأي المختصين في السعودية، وحتى المسنين الذين عاصروا أحداث السيول في الماضي، فالسيل الذي دهم جدة في عام 1395 توجد له صور تثبت أن جدة غرقت من منطقة ذهبان وحتى الخمرة، ووقتها لم نستطع رصد ذلك بسيارتنا، واعتمدنا على طائرات الهيلوكبتر لمعاينة الوضع». وزاد: «بحسب الإمكانات التي تمتلكها أتوقع لها النجاح، فالأمانة تصلها موازنات بعشرات الملايين وتصرفها في حلول ترقيعية مثل الشفط والمضخات، وتعود المشكلة مرة أخرى، لكن أرامكو بإمكاناتها واستشارييها ستعمل وفق طريقة أفضل»، مقترحاً إيجاد هيئة في جدة لصيانة ومتابعة المشاريع التي ستنفذ بإدارة أرامكو. من جهته، حدد المستشار لدى وزارة المياه والكهرباء المهندس محمد الفعر العناوين الأولى في طريق المشاريع في إعداد مواصفات فنية جيدة للمشاريع تتماشى مع طبيعة المنطقة، والإشراف الجيد على تنفيذ مواصفات عالية الجودة تعتبر ضرورية لتنفيذ العمل بالطريقة المأمولة، «أرامكو تتعامل بطريقة أخرى، فحتى لو حدثت مشكلات فنية ومالية، فهي ستتمكن من تداركها بحلول سريعة، وليس كما يحدث مع المشاريع الحكومية الأخرى». ويعتقد الفعر أن إنجاز جامعة الملك عبدالله للعلوم التقنية في ثول من طريق شركة أرامكو في فترة زمنية قصيرة وبمواصفات عالية الجودة يزيد من الثقة بالشركة، إضافة إلى ما سيهيأ لها من تسهيلات ومرونة في مشاريع جدة باعتبارها خارج دائرة نظام المشتريات والمنافسات الحكومية.