تلقى فريق الأهلي خسارتين في ظرف أسبوع واحد، كانت الأولى من الهلال في ربع نهائي كأس ولي العهد، وجاءت الثانية من الاتحاد في القسم الثاني من دوري زين السعودي للمحترفين. ليس السؤال هنا هو لماذا خسر الأهلي هاتين المباراتين، ولكن السؤال يجب أن يكون بصيغة أكبر وأشمل وأهم وهو: لماذا اختار فريق الأهلي الهلال والاتحاد ليؤكد أنه قادر على التواجد في دائرة المنافسة على رغم خروجه خاسراً المباراتين؟ أمام الهلال، حوّل الأهلي تأخره بهدفين إلى تعادل، ومدّد المباراة إلى شوطين إضافيين، ووصل بالمباراة إلى ركلات الترجيح، وكان الأقرب للتأهل لولا إخفاق مالك معاذ في تسجيل الركلة المرجحة لفريقه. لكن الوضع في مباراة الاتحاد كان مختلفاً تماماً، فقد فرض الأهلي سيطرته على شوطي المباراة، وهدد مرمى مبروك زايد، وخلق الكثير من الفرص السانحة للتسجيل، لكن العارضة والقائم وقفتا في وجه لاعبيه، وخدمت لاعبي الاتحاد، ففاز الاتحاد، وخسر الأهلي النقاط، وكسب ثقة جمهوره والمتابعين. وبغض النظر عن نتيجة المباراتين، فإن فريق الأهلي بأدائه اللافت أعاد لكرة القدم شيئاً من عذوبتها، خصوصاً أن الأهلي يمثل أحد أضلاع الكرة السعودية، وأحد أبرز وأكبر أنديتها، وعودته إلى تقديم مستوياته المعروفة تصب في صالح تطور كرة القدم السعودية. ومع كل ذلك، فإن على إدارة الأهلي ألا تغفل أخطاء فريقها المتكررة المنسوخة، فعودة إلى المباراتين الأخيرتين، ومشاهدة شريطيهما، سيتضح مكمن الخلل، اذ جاءت الأهداف الأربعة في المباراتين بأخطاء فادحة من حارس المرمى وخط دفاعه، وإن كانت بنسبة أعلى هذه المرة للحارس ياسر المسيليم. ولا شك في أن المسيليم يملك كل مقومات الحارس المميز، فهو حارس دولي سابق، غير أن مستواه شهد تراجعاً كبيراً، والملاحظ أن ثقته بنفسه اهتزت، وهذا مردّه أحياناً لخط الدفاع الذي يلعب أمامه، وسبب آخر يعود إلى تعدد المدربين، وأخص مدربي الحراس، وسبب ثالث لانتزاع الثقة منه في بعض المباريات باستبداله بحارس آخر كما حدث في مباراة الهلال. وللإنصاف، فياسر المسيليم يملك كل مواصفات الحارس الذي يستطيع أن يكون الحارس الأول في دوري زين، وهذا يتطلب منه أن تكون لديه الرغبة والعزيمة على تحقيق هذا الهدف، وذلك من خلال الحرص على تكثيف فترات التدريب خارج تدريبات الفريق، والتركيز على كرة القدم، لأنها الوظيفة الأساسية. ومهما كانت وجهة المدرب السابق السيد ميلوفان، فهو ملف يجب إغلاقه، فلا أجد أي مبرر للحديث عنه، أو ملاحقته قانونياً كما يؤكد البيان الصادر من النادي، والأهم من ذلك الاقتراب من الفريق، ودعم لاعبيه وتشجيعهم، ووضع الثقة بالمدرب الحالي لتحقيق هدفين أمامه يمثلان تحدياً للاعبين ومدربهم وإدارة النادي، وهما المنافسة على الفوز بلقب كأس الأبطال، وبلوغ المركز الرابع في سلم الترتيب للتأهل إلى دوري أبطال آسيا، ومن ثم التفكير في الموسم المقبل، لأن الأهلي لديه فريق داخل، وكل ما يحتاجه فريق آخر مساند خارج الملعب يفكر بطريقة احترافية بعيدة عن العمل المرتبك. [email protected]