يصعب أن ينتهي الإعلان عن المرشحين للفوز بألقاب الأوسكار من كل عام، من دون أن يثار لغط واسع حول تلك القائمة، هذا العام لم يشذ عن القاعدة «الأوسكارية» ، فالمخرج البريطاني الأصل كريستفور نولن كان مثاراً للجدل على رغم أن فيلمه الأخير «إنسيبشن» رشح لثمان جوائز في أقسام مختلفة. متابعون من خلال عدد من الصحف الأميركية أو المدونات الشخصية أبدوا استياءهم من نتائج الترشيحات مستغربين مما اعتبروه تناقضاً في إعلان الأكاديمية العالمية، إذ رأى بعضهم بأنه ومن غير المنطقي ترشيح «انسيبشن» لثمان جوائز بينها لقب الفيلم الأفضل من دون أن يرشح مخرجه نولن لجائزة أفضل مخرج. وكتب أحد المدونين على صفحته الشخصية: «هل توقع القائمون على الأكاديمية بأن الفيلم تم إخراجه من دون نولن أم أنهم توقعوا بأن عملاً بهذا الحجم من السهل أن يخرجه أي شخص آخر». آخر وبلغة أكثر غضباً قال: «ما المطلوب من نولن للفوز باللقب... المخرج الذي نجح في إخراج عمل بهذه الضخامة على رغم تقليله من استخدام تقنية ال «سي جي أي» (تقنية تعديل الأحداث الطبيعية بالحاسوب) يستحق أن يكون ضمن قائمة المرشحين، نتائج الأوسكار عاماً وراء عام تصيبني بالغضب أشعر بأني أبحث اليوم عن الانتقام من القائمين على الأكاديمية». الكاتب بمجلة «ويكلي انترتيمنت» جيف جينسن علق على غياب اسم نولن عن قائمة المرشحين لجائزة أفضل مخرج بشكل أكثر واقعية وبنظرة تحليلية لكنه شارك المدونين في فشله في العثور على إجابة جينسن خصص مقاله بالكامل عن نولن إذ يقول: «لست أشكك في جدارة الأسماء المرشحة للفوز بذات اللقب فجميعهم أثبتوا من خلال أعمالهم هذا العام أحقيتهم، لكن قد أختلف في الرأي مع الأكاديمية خصوصاً في ترشيح الأخوين كون عن فيلم «عظيم بحق» وأرى بأن هذا المقعد بالذات سلب من نولن». الأخوين كون كانا قد صرحا بعد الإعلان عن الترشيحات بأن حصول «عظيم بحق» على عشرة منها يبدو أمراً مبالغاً فيه بل وأضافا: «نتمنى ألا نكون قد استولينا على ترشيحات من هم أحق منا» من دون أن يلمحا أبداً لا إلى نولن أو سواه. موضوع «إنسيبشن» وما اعتبره جمهور الفيلم ظلماً لكريستفور نولن لا يأتي وليد اللحظة إذ أكد أكثر من متابع بأن نولن سبق وأن ظلم في ترشيحات عام 2008 حين سلب اللقب منه وفاز فيلمه «فارس الظلام» وهو أحد أجزاء سلسلة باتمان بجائزة واحدة تقديرية حصل عليها الممثل المتوفي هيث ليجر على رغم أن الفيلم نجح في الوصول للمركز الثالث بين الأعمال الأعلى دخلاً في تاريخ السينما الأميركية ولا يزال حتى اليوم ضمن القائمة في المركز الخامس.