برهنت مباراة الهلال والفتح الأخيرة، أن الأندية الصغيرة لا حظ لها في عدالة وحياد بعض الحكام، الذين اعتادوا على حسم الشك لمصلحة الكبار على حساب الفريق الصغير، وحقيقة لا يلام الهلال أو الاتحاد أو النصر أو الأهلي أو غيرها لو استفاد من ضعف شخصية الحكم وقراراته المرتبكة، إذ إن كثيراً من الحكام لا يريد أن يجلب الصداع لرأسه، فان يكون الفتح أو الحزم متضرراً أهون بكثير من إلحاق الضرر ب«الهوامير»، الذين يمتلكون آلة إعلامية وقاعدة جماهيرية، من شأنها أن تجعل الحكم يكره حياة التحكيم. ولا يبدو الحكام وحدهم من يتحامل على الصغار لمصلحة الكبار، إذ إن لجان اتحاد كرة القدم تصدر أحياناً قرارات مضحكة حد البكاء، خصوصاً إذا كان الطرف المخطئ أحد لاعبي، أو مسؤولي الأندية الصغيرة، وحين يتحدث رئيس نادي نجران مصلح آل مسلم، وبقية مسؤولي النادي عن قرارات التحكيم مثلاً، يتم إصدار عقوبة مالية كبيرة من اتحاد كرة القدم، ويعلن في البيان أنه تمت معاقبة مصلح آل مسلم لانتقاده التحكيم، وفي المقابل عندما يظهر رئيس الهلال أو الأهلي أو النصر، ويتحدث بحدة عن الحكم والتحكيم، تأتي العقوبة بالغرامة المالية، ويذكر في البيان أن العقوبة ضد إدارة النادي، وليست ضد رئيسه الذي تحدث بما لا يجوز الخوض فيه. ومع الأسف القوانين داخل الملعب وخارجه تطبّق على الأندية الصغيرة ومسؤوليها، وفي حال ارتكب أحد هؤلاء مخالفة بسيطة، تجتمع اللجان وتظهر القوانين، وتُتخذ القرارات بحزم وشدة، بينما يمكن لرئيس الهلال أن يصدر بياناً يحذّر فيه الحكام من التجرؤ على ناديه من دون أن يُتخذ ضده قرار، ويمكن لرئيس النصر أن ينزل إلى أرض الملعب، ويحاصر الحكام ويشتبك مع عناصر الأمن من دون أن يُتخذ ضده قرار، ويمكن لرئيس الأهلي أن يوجه لحكم المباراة ما يشاء من الألفاظ، وأن يلوّح بيده في كل الاتجاهات من دون أن يُتخذ قرار ضده! تخيلوا لو كان مصلح آل مسلم هو من ارتكب هذه المخالفات؟ أعتقد أن لجان اتحاد كرة القدم ربما تصدر عقوبة بنفيه من الأرض! وكثيراً ما تجتمع لجان الاتحاد السعودي لاتخاذ قرارات بحق المخالفين من رؤساء الأندية، لكنها تصطدم غالباً بأن لهذا الشخص نفوذاً، مع أن الجميع من دون تفريق رؤساء أندية، ويفترض أنهم جاؤوا ليعملوا وفق الأنظمة والقوانين، ومن الأجدر باللجان عندما تناقش ما قام به شخص ما أن تتعامل معه على أنه رئيس ناد. ما اعتقده أن هناك تمييزاً واضحاً في تعامل اتحاد كرة القدم ولجانه مع الأندية الصغيرة ومسؤوليها، ولا أدري حقيقة لو هبط نادي نجران يوماً إلى دوري الدرجة الأولى واختفى مصلح آل مسلم من المشهد، كيف ستتصرف لجنة الانضباط تحديداً مع العقوبات؟ وكيف تثبت أنها لجنة حازمة وقراراتها قوية ورادعة؟ طلال الحمود [email protected]