أعلنت السعودية أمس نجاح موسم الحج لهذا العام 2017، وخلوه من أي أمراض وبائية. جاء ذلك في المؤتمر الصحافي الذي عقده مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل. (للمزيد). وقال الفيصل: «باسم خادم الحرمين الشريفين وحكومته وباسم الوطن والمواطن، أتمنى من جميع الحجاج أن ينهوا مناسكهم في هذه المناسبة العظيمة، وأن يعودوا إلى بلادهم معززين مكرمين مقبولين من خالق السموات والأرض، وأن ينالوا ما تمنوه وما طلبوه من مغفرة ورحمة من رب العالمين، وأن يوفقنا وإياهم لخدمة الإسلام والمسلمين، وتقديم المفهوم الصحيح للإسلام الذي شوه وللأسف من بعض المسلمين في مشكلاتهم وفتنهم وفي بعض الأحداث التي لا تشرف المسلمين». وخلال تعليقه على الخطة المقبلة لتوسيع السياحة الدينية في مكةالمكرمة، قال: «لا توجد سياحة دينية في مكةالمكرمة، بل هي مكان للعبادة، إذ إن كل من يقصد بيت الله الحرام هو لأداء الفروض الإسلامية»، مبيناً أن السياحة خارج حدود مكة والمشاعر المقدسة. وعما تقدمه المملكة للحجاج الأحواز من خدمات، قال مستشار خادم الحرمين الشريفين: «أؤكد لكم أننا نكن لكم كل المحبة والاحترام بمثل ما تكنونه لنا، ونبادلكم كل الإخلاص في العمل وفي العبادة لله تعالى وفي الدعوات له بأن يعينكم على ما أنتم فيه، ونحن دائماً في خدمتكم في هذه البلاد المقدسة». وأضاف: «حدود صلاحيتنا لا تتعدى منطقة مكةالمكرمة، فنحن لا نتدخل في شؤون أي بلاد أخرى، ولكننا نرحب بكل من زارنا وكل من وصل إلى هذه البلاد المباركة لتقديم كل الإمكانات في الخدمات الممكنة التي يمكن أن نقدمها في متناول أيدينا، فمرحباً وسهلاً بكم في أي وقت وفرصة تشرفوننا فيها». وفي معرض رده على بعض الأقلام التي هاجمته عقب المؤتمر الذي عقده يوم التروية قال: «نحن لا يهمنا ماذا يقال عنا من الخارج ممن لا يهمه إلا الانتقاد، أما من يناصحنا الأمر، ويقدم إلينا نقداً بناء فنحن نتقبل النقد البناء، وأهلاً بمن يطلعنا ويشعرنا بعيوبنا لنتلافاها في المستقبل، أما من أراد أن ينتقد ويتحدث لأمور أخرى فنحن لا نأبه بهذه الأمور أو نرد عليها». وعن مشاريع الحرم والمشاعر وزيادة عدد الحجاج في السنوات المقبلة، أكد أمير منطقة مكةالمكرمة حرص المملكة على تطوير المنشآت والمرافق وكل ما يقدم للحاج من خدمات في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، وأن تكون زيادة عدد الحجاج وفق النسب المتفق عليها بين الدول الإسلامية ووفق عدد السكان، ونحن نسير وفق هذه النسب. وحول الموازنة المخصصة لخدمة المشاعر المقدسة والحجيج، قال الفيصل: «المملكة لم تعتد على التفاخر والتباهي في ما يتعلق بحجم الأموال التي تضخها وتبذلها مالياً في هذا الشأن، وتتعامل مع هذا الأمر على أنه مبدأ من مبادئها الثابتة الذي لن تحيد عنه»، مؤكداً أنها لو فعلت لتجاوزت بهذه الأرقام كل التوقعات والتكهنات. وكشف عن خطة متكاملة لتطوير المشاعر المقدسة، سيعلن عنها في الوقت المناسب، من شأنها استيعاب أعداد أكبر من الحجيج بما في ذلك الخدمات المقدمة. إلى ذلك، أعلن وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة، سلامة حج هذا العام، وخلوه من الأمراض الوبائية، وأن جميع حجاج بيت الله الحرام يتمتعون بصحة وعافية. وكانت أفواج الحجيج من ضيوف الرحمن المتعجلين بدأت أمس في مغادرة مكةالمكرمة بعد أداء مناسكهم وسط منظومة من الخدمات المتكاملة ومشاريع ضخمة وتوسعات عملاقة في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وفرتها الحكومة السعودية. ورمى حجاج بيت الله الحرام في اليوم الثاني من أيام التشريق، الجمرات الثلاث بيسر وسهولة، مبتدئين بالجمرة الصغرى فالوسطى فجمرة العقبة. ثم توجهوا بعدها إلى بيت الله الحرام لأداء طواف الوداع. وتدفقت الجموع على منشأة الجمرات وتمكنوا من الرمي براحة تامة وفي وقت يسير، وذلك بفضل التنظيم الجديد لمنطقة الجمرات والتطوير الذي شهدته المنشأة بأدوارها.