أعلنت السعودية أمس (الأحد) نجاح موسم حج العام الحالي (1433ه). وغادر مئات آلاف الحجاج المتعجلين بيت الله الحرام في مكةالمكرمة أمس، فيما يودع مئات الآلاف من الحجاج المتأخرين المشاعر المقدسة اليوم (الإثنين) ليطوفوا بالبيت العتيق مختتمين رحلتهم المقدسة. وقال أمير مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمس إن 120 ألف رجل أمن و10 آلاف آلية و30 ألف كاميرا للمراقبة جندوا لخدمة ضيوف الرحمن، وأن 2500 جراحة أجريت لحجاج، بينها 400 جراحة قلب وقسطرة للقلب. وأكد وزير الصحة السعودي الدكتور عبدالله الربيعة خلو موسم الحج من أي أمراض وبائية. وأعلنت الجهات المختصة في المدينةالمنورة استعدادها لاستقبال نحو 850 ألف حاج توجهوا لزيارة المسجد النبوي والتشرف بالسلام على النبي محمد صلى الله عليه وسلم. (للمزيد) وأوضح أمير مكة، في مؤتمر صحافي أمس، أن السعودية وفرت سيارات إسعاف مزودة بتجهيزات غرف العناية المركزة لحجاج أقعدهم المرض في المستشفيات، ومكنتهم بذلك من الوقوف بعرفة وإكمال مناسك حجهم. وقال إن هذه الخدمة المجانية لا تتوافر في أي مكان في العالم. ووصفها بأنها «خدمة إنسانية إسلامية تتفرد بها المملكة العربية السعودية». وكشف الأمير خالد الفيصل أن العدد الحقيقي لحجاج هذا العام يقارب 4 ملايين حاج، في حين تمسكت مصلحة الإحصاءات والمعلومات السعودية بأن العدد الكلي يبلغ 3.1 مليون. وأوضح أن أرقامه تستند إلى إحصاء ثانٍ للحجاج من منشأة الجمرات، إذ مر فوق جسرها في أول أيام رمي الجمرات (العاشر من ذي الحجة) أكثر من 3.6 مليون حاج. وأضاف: «للأسف الشديد هناك زيادة كبيرة جداً من الحجاج غير النظاميين، الذين لا يحملون تصريحاً، وهم بالذات سبب الافتراش، وهم سبب الكثير من المشكلات التي تحدث في الحج، ومعظم هؤلاء من المقيمين في المملكة وغير سعوديين. وقال: «مع هذه الزيادة في الأعداد التي لم تكن محسوبة أصلاً؛ لأنها غير نظامية، لكن الأمور سارت بشكل جيد، ويعد موسم حج هذا العام أنجح المواسم التي مضت». وفي سياق متصل، أعلن وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة سلامة حج هذا العام (1433ه) وخلوه من الأمراض الوبائية أو المحجرية، وأن حجاج بيت الله الحرام يتمتعون بالصحة والعافية. وعزا هذه النتيجة إلى تطبيق الاشتراطات الصحية لموسم حج هذا العام على جميع الحجاج القادمين، وتكثيف أعمال المراقبة الوبائية الباكرة براً وبحراً وجواً، عبر 16 مركز مراقبة صحية. وتكثيف فرق الاستقصاء الوبائي. ورمى حجاج بيت الله الحرام أمس (الأحد) ثاني أيام التشريق الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى فالوسطى ثم جمرة العقبة الكبرى. وبعدها توجه الحجاج المتعجلون إلى بيت الله الحرام لأداء طواف الوداع. وتدفقت جموع الحجيج أمس على منشأة الجمرات، وتمكنوا من الرمي براحة تامة، وفي وقت يسير بفضل التنظيم الجديد لمنطقة الجمرات، والتطوير الذي شهدته منشأة الجمرات. ويُغادر حجاج بيت الله الحرام اليوم، ثالث أيام التشريق، المشاعر المقدسة بعد أن وفق الله تعالى المتأخرين منهم لأداء المناسك في راحة تامة وأمن واطمئنان وسكينة وسلام. وبعد أن فازوا بالوقوف في يوم التروية ويوم عرفة وباتوا في المشعر الحرام وعادوا لمشعر منى للمبيت هناك في ليالي أيام التشريق الثلاثة، متمتعين بالخدمات التي وفرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود. من ناحية أخرى، ذكرت دراسة لمعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج في السعودية عن تقدير واختبار الإنفاق الكلي للحجاج القادمين من الخارج لموسم حج 1432ه أن متوسط إنفاق حجاج الخارج المقدّر بلغ 21622 ريالاً للحاج تستحوذ فيه تكاليف السكن والسفر والرسوم والطعام والشراب على 77 في المئة من الإنفاق الكلي.