بالأمس القريب قدم كالديرون سبباً من أسباب إخفاق الكرة السعودية، ما عده البعض «مربط الفرس» الذي يجب أن يُحل، لتنطلق الكرة السعودية من عقالها، وتعاود الركض في ساحات التنافس بصورة أفضل، وخرج كالديرون بالأمر من أرض الملعب وألقاه برمته على الجانب الإداري فقط، وأتاح ذلك للكُتاب فرصة الحديث لأول مرة عن أمور إدارية كانت خافية، ولا يعرف مدى تأثيرها إلا من كان قريباً جداً من المنتخب وإن لم يبرئوا ساحة اللاعبين. اليوم طيب الذكر بيسيرو يرمي الكرة في ملعب اللاعبين ويكشف عن مشكلات لديهم، وأستغرب كيف لم يبح بها إبان إشرافه على المنتخب، ولم نسمع بها إلا عندما غادر، ويقول: «مشكلات اللاعبين السعوديين عدم التزامهم وتقيدهم ببرنامج التدريب، بل ولا يلتزمون باللياقة واكتمال برنامجها خوفاً من الإصابة»، وهذا يطرح أسئلة عريضة لا بد أن نسمع إجابتها، أولها: هل مسألة التدريب والالتزام به هنا تخضع لمزاج اللاعبين وهواهم؟، أريد ولا أريد، أم أنها محسومة منذ أن قرر أحدهم أن يكون لاعباً أولا،ً ومحترفا ثانياً، ثم لم يبلغ بيسيرو المسؤولين عن هذا العصيان التدريبي؟ وهل لهذا كله دور في تساقط النجوم بالإصابات التي حاولوا تلافيها؟، وهذا الموسم بالذات رأينا غياب غالبية اللاعبين عن مشاركة أنديتهم لفترات متفاوتة وطويلة من دون أن يكون وراء ذلك إصابات واضحة للعيان. هذا الخلل الذي كُشف عنه أخيراً هنا لا يتحمله إلا المدرب أولاً، لأن شخصية اللاعبين غلبت شخصية المدرب، ثم إدارة المنتخب التي جاملت اللاعبين وسارت وفق ما يرغبون. شيء آخر «حكى» عنه بيسيرو وهو عدم وجود أندية تدريب في السعودية رغم اتساع مساحتها وكثرة لاعبيها وعدد سكانها قياساً بدول خليجية مجاورة تزدحم بأندية التدريب، وهذه بالذات مسؤولية اتحاد الكرة الذي أعلن في يوم ما عن لجان تطوير كرة القدم وكان ضمن أعضائها خبراء دوليون يبدو أن تركيزهم كان منصباً على المنتخب الأول (أيستمر بيسيرو مدرباً له رغم إخفاقه المتكرر أم يتم تغييره؟) ولم يكن المستقبل يعنيهم البتة، بدليل أنه عندما فشل المنتخب في كأس آسيا الأخيرة أشير بإصبع الاتهام لتلك اللجان ضمن الأسباب، فلا حدث تطوير آني ولا مستقبلي، وضاعت موازنات كبرى لو استغلت في إقامة أندية تدريب في مدن السعودية بمدربين مؤهلين لكان أجدى على الأقل إن ضاع الحاضر فالأمل في المستقبل، كما أن بيسيرو أيضاً قال كلاماً آخر سيكون له مساحة أخرى في مقال آتٍ. [email protected]