اكد «الاتحاد الدولي للنقل الجوي» (اياتا) أن قطاع الطيران في المنطقة العربية سجل نمواً كبيراً في عدد الركاب تجاوز 17.8 في المئة العام الماضي، في حين لم يتجاوز معدل النمو العالمي نسبة 8.2 في المئة، لكن مسؤولين في المؤسسة العالمية لم يستبعدوا أن تتراجع أرباح شركات الطيران الإقليمية هذا العام، نتيجة التوتر السياسي الذي يجتاح عدداً من الدول العربية، إضافة إلى تباطؤ الاقتصاد الأوروبي. وأعلن نائب رئيسه لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مجدي صبري، أن أرباح القطاع عالمياً تقدر بأكثر من 15 بليون دولار خلال العام الماضي، وأرباح شركات الطيران العربية بنحو 700 مليون دولار. لكن توقع في حديث إلى «الحياة» أن تتراجع أرباح شركات الطيران العربية إلى 400 مليون دولار خلال العام الجاري، متأثرة بالعبء الضريبي الذي أضافته دول أوروبية على المسافرين، ما من شأنه أن ينعكس سلباً على الركاب، ويبعد كثراً منهم عن السفر. ولفت إلى أن تحديات القطاع في المنطقة وحول العالم خلال العام الجاري، تتركز أيضاً على أسعار النفط الخام الذي ارتفع إلى مستويات قياسية فاقت كل التوقعات، نتيجة المضاربات والتوترات السياسية، ما يرفع كلفة تشغيل الطائرات، وبالتالي سعر تذاكر السفر. وأشار إلى أن من «السابق لأوانه تحديد مدى تأثر القطاع بالتوتر السياسي في المنطقة، لأنه يعتمد على الفترة التي يستمر فيها هذا التوتر»، لكنه توقع أن لا تتأثر المنطقة بشكل كبير، على اعتبار أن معظم الدول العربية التي تعاني من عدم استقرار سياسي تعتمد بشكل رئيس على الركاب من المنطقة، اكثر من اعتمادها على مسافرين عالميين من خارج المنطقة. وأكد أن التحدي الكبير لانعكاس الأحداث في المنطقة يواجهه القطاع السياحي الذي يحتاج إلى فترة كي يستعيد عافيته، لأن الأجانب لا يميّزون بين دولة وأخرى في المنطقة، كما انهم يحتاجون إلى فترة حتى يتأكدوا من عودة الاستقرار. وقدّر صبري، أن المنطقة العربية استثمرت اكثر من 300 بليون دولار في قطاع السفر منذ العام 2000، 200 منها على شراء طائرات جديدة و100 بليون على تطوير المطارات وتوسيعها. وأفاد تقرير أصدرته «اياتا» امس، بأن حصة المنطقة العربية من قطاع الطيران العالمي، ارتفعت إلى 11 في المئة منذ العام 2000، في حين كانت تشكل خمسة في المئة فقط. وأشار إلى أن قطاع الطيران في المنطقة بات يساهم بنحو 17.5 بليون دولار من الدخل القومي. وتوقع أن تحتل الإمارات في عام 2014، المرتبة الثانية عالمياً في معدل نمو هذا القطاع، بعد الصين، مع ارتفاع أرباحها بمعدل 10.2 في المئة، في مقابل 10.8 في المئة للصين. ورجح أن تحتل الإمارات المرتبة الأولى عربياً في قطاع الشحن، مع 2.7 مليون طن شحن جوّي بحلول عام 2014، بمعدل نمو سنوي يبلغ 8 في المئة. وتوقع أن يصل عدد الركاب في الإمارات في عام 2014 إلى 82 مليون مسافر، لتحتل المرتبة السادسة عالمياً بعد الولاياتالمتحدة وبريطانيا وألمانيا وإسبانيا وفرنسا، علماً أن عدد المسافرين على خطوط شركات الطيران الإماراتية يبلغ حالياً 67 مليوناً. وأعلن مسؤولون في «الاتحاد» في مؤتمر صحافي عقد في دبي، أن معدل حوادث الطائرات حول العالم وفي المنطقة العربية كان الأدنى في تاريخ الطيران خلال العام الماضي، ولم يتجاوز نسبة حادث واحد لكل 1.6 مليون رحلة.