أكد مسؤولان كبيران في قطاع الصحة السعودي، أن المملكة مستعدة للتعامل مع مرض متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (كورونا)، وكذلك حوادث التدافع خلال موسم الحج الحالي، ولا تخشى من انتقال الكوليرا عبر الحجاج اليمنيين. وكانت منظمة الصحة العالمية قالت في حزيران (يونيو) الماضي إن ثلاثة مستشفيات سعودية أبلغت عن حالات إصابة بمرض «كورونا» منذ 21 نيسان (أبريل) الماضي، مع إصابة 12 شخصا بالمرض. وتتوزع هذه المستشفيات على العاصمة الرياض وبيشة ووادي الدواسر. وقال المدير العام للجنة الحج في وزارة الصحة السعودية حسين الغنام ل«رويترز» اليوم (الاثنين)، إن المملكة لم تسجل أي حالات وبائية في مناطق الحج خلال الموسم الحالي حتى الآن أو خلال المواسم السابقة. وقال: «وزارة الصحة تستعد سنويا للكورونا وأي أمراض أخرى غيره، وحققنا نجاحات متكررة في السنوات السابقة في التعامل مع انتشار كورونا وسارس وأنفلونزا الخنازير والطيور». وأضاف الغنام أن هذه الأوبئة «لم تنتشر في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة ومناطق الحج، لتطبيق وزارة الصحة الاشتراطات الصحية على جميع الحجاج، والأخذ في المعايير العالمية في المستشفيات والمراكز الصحية في مناطق الحج وكذلك برامج التوعية للحجاج». ويُعتقد أن فيروس «كورونا» تنقله الجمال وينتمي لعائلة الفيروسات نفسها التي سببت تفشي التهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارس) القاتل في الصين في 2003. وقد يكون المرض مميتاً نتيجة انتقاله إلى مصابين عبر مرضى توفوا فيما بعد. وقالت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق هذا الشهر، إن أكثر من نصف مليون شخص أصيبوا بالكوليرا في اليمن الذي يجاور السعودية منذ تفشي الوباء قبل أربعة أشهر، مشيرة إلى أن المرض حصد أرواح 1975 شخصاً. وقال الغنام: «اتخذنا الإجراءات الوقائية اللازمة، وأحب أوضح أن الكوليرا ليست وباء مخيفا وليست مثل سارس.. فالكوليرا لا ينتقل من مريض إلى آخر. بل بسبب الأطعمة أو المياه الموبوءة». وأضاف «تم التعميم على كافة المستشفيات والمراكز الصحية بالتركيز على أي حال إسهال أو قيء أو جفاف جسدي، والتأكد من أن المريض ليس لديه كوليرا، وبالتالي يتم السيطرة على هذا المرض». وذكر أن الحجاج اليمنيين لم يخضعوا لأي إجراءات استثنائية تزيد عن الإجراءات الصحية التي اتخذت مع باقي الحجاج. وزادت وزارة الصحة من عدد العاملين الطبيين المشاركين في خدمة الحجاج هذا العام، لمواكبة الزيادة في عدد الحجاج ويشارك أكثر من 30 ألف ممارس صحي بزيادة قدرها أربعة آلاف فرد مقارنة في العام الماضي. ويشارك أيضا 25 مستشفى تسع لأكثر من خمسة آلاف سرير، من بينها 500 سرير عناية مركزة، و550 سرير طوارئ، إضافة إلى غرف مجهزة لعلاج ضربات الرأس بسبب ارتفاع درجات الحرارة. وقال الغنام: «إن الوزارة استعدت أيضاً لوقوع أي حوادث تدافع خلال الحج». وقتل مئات الحجاج خلال حادث تدافع مروع في منطقة منى العام 2015. وأضاف «هناك أسطول طبي متكامل من سيارات لإسعاف طبي صغيرة ومتنقلة وتعتبر كل سيارة عناية مركزة تشمل التجهيزات كافة. ويجوب إسعاف الطوارئ الشوارع والطرق بين المخيمات في منى، وهناك إسعافات مساندة لها بالتنسيق مع هيئة الهلال الأحمر». ويبلغ عدد موظفي هيئة الهلال الأحمر السعودي المشاركين في تقديم الخدمات الطبية للحجاج في مكة والمدينة المنورة هذا العام 2472 موظفا. وجهزت الهيئة 51 مركز إسعاف في المشاعر المقدسة والمناطق المؤدية إليها، إضافة إلى 94 مركز إسعاف موقت على الطرق السريعة في جميع مناطق البلاد التي يمر بها الحجاج، إضافة إلى المراكز الإسعافية الدائمة في في المنافذ البرية. ويبلغ عدد سيارات الإسعاف المشاركة في موسم الحج الحالي 350 سيارة، إضافة مركبات أخرى وأربع طائرات إسعاف جوي. وقال رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي محمد القاسم ل«رويترز» مساء الأحد: «لدينا استعدادات متكاملة. ونتميز هذا العام بافتتاح مراكز جديدة. ونشارك بأعداد كبيرة من المسعفين والصحيين. ولدينا تموين احتياط وأجهزة وسيارات خاصة للتعامل مع الكوارث بشكل مباشر ونقلها إلى أقرب مستشفى». وعن الاستعدادات التي اتخذتها الهيئة للتعامل مع أي انتشار للأوبئة أو وقوع حوادث تدافع، قال: «الهلال الأحمر ينسق بشكل كبير مع وزارة الصحة. ولديهم غرفة خاصة للطوارئ وكيفية التعامل في حال حدوث أوبئة. وأجرينا فرضيات كثيرة. والزملاء يعرفون دورهم، والعاملون في وزارة الصحة يعرفون دورهم والمستشفيات تعرف دورها». من جهته قال اللواء ركن عبد الرحمن الصالح قائد المركز الوطني للعمليات الأمنية بمنطقة مكة والتابع لوزارة الداخلية ل«رويترز»، إن المركز المعني بالتعامل مع بلاغات الطوارئ من المواطنين والحجاج أكمل استعداداته لموسم الحج. وأضاف أن المركز مزود بقسم للترجمة ويعمل بست لغات مختلفة، حتى يتم التيسير على الحجاج غير الناطقين باللغة العربية. وأشار إلى أن المركز يتلقى في الظروف العادية حوالى 40 ألف بلاغ يومياً، تتعلق غالبيتها في الأمور الخدمية، لكن وصل عددها إلى 65 ألف بلاغ يومياً خلال موسم الحج الماضي. والمركز مزود بغرفة لإدارة الأزمات وأقسام لمراقبة الحشود والطرق عبر 400 كاميرا مراقبة أمنية موزعة في مكة ومناطق المشاعر.