أعلن وزير الصحة، المهندس خالد الفالح، وفاة 769 شخصاً وإصابة 934 آخرين جرَّاء التدافع في منى، فيما لفت إلى خلو موسم الحج لهذا العام من الأمراض الوبائية أو المحجرية. وأفاد وزير الصحة، خلال مؤتمرٍ صحفي عقده مساء أمس في مستشفى منى الطوارئ، بارتفاع عدد المتوفين جرَّاء التدافع بواقع 52 حالة ليصل العدد الإجمالي إلى 769 مُتوفَّى، فيما وصل عدد المصابين إلى 934، رافعاً التعزية إلى خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، والأمة الإسلامية. ووصف الوزير تعامل «الصحة» مع الحادث ب «المهني والاحترافي» منذ اللحظة الأولى؛ حيث رفعت درجة الجاهزية وسخَّرت كافة إمكاناتها البشرية والفنية لمباشرة الإصابات والوفيات بالتنسيق مع القطاعات الحكومية الأخرى ما أسفر عن تعاملٍ سريعٍ وفاعل. وذكر أن أعلى المستويات في الدولة تدرس حالياً وقائع الحادث لاستخلاص التجارب والاستفادة منها في التصدي لمثل هذه الحوادث الأليمة وتحسين الاستجابة وتقليل الإصابات عن وقوعها مستقبلاً، مبيِّناً أنه سيتم إشراك الرأي العام والإعلام في نتائج التحقيق الذي وجَّه خادم الحرمين الشريفين بإجرائه. في الوقت نفسه؛ أكد المهندس خالد الفالح استمرار «الصحة» حتى هذه اللحظة في تقديم العناية الطبية للحجاج الذين بلغ عددهم الإجمالي نحو مليوني شخص، مقدِّراً عدد كوادر الوزارة العاملة في المشاعر المقدسة بنحو 25 ألف كادر طبي وفني. وعدَّ التحديات التي واجهت وزارته خلال موسم الحج لهذا العام استثنائيةً و«أهمها مواجهة انتشار الأوبئة والاستعداد لأي حال طوارئ وتقديم خدمات لملايين الحجاج في بقعة جغرافية ضيقة». ووفقاً له؛ كان أول التحديات سقوط رافعة في الحرم المكي في ال 27 من شهر ذي القعدة أي قبل 12 يوماً من بدء مناسك الفريضة. وأشار الفالح إلى بذل الوزارة جهوداً مضاعفة في ذلك اليوم؛ إذ وفَّرت العناية الفائقة بجميع مستوياتها للمصابين وأثبتت جاهزيتها واستعداداتها من جميع النواحي للتعامل مع الحوادث المحتملة في الحج «ما أدى إلى تمكين معظم المصابين من أداء نسكهم تنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة». لكنه شدَّد على عدم تأثر السعة السريرية للمستشفيات الحكومية في مكةالمكرمة والمشاعر سلباً بحادثي الرافعة والتدافع، كاشفاً عن شغور 704 أسرَّة تنويم و92 سريراً للعناية المركزة في الوقت الحالي من أصل 3 آلاف سرير كانت متاحة في هذه المستشفيات قبل بداية النسك. بدوره؛ قدَّر رئيس لجنة الطوارئ والطب الميداني في «الصحة»، الدكتور طارق العرنوس، عدد مصابي «تدافع منى» المنقولين من الموقع إلى مستشفيات متخصصة خارج منطقة المشاعر المقدسة ب 353 مصاباً كانوا في حالة حرجة ونُقِلوا عبر سيارات الإسعاف ومروحيات الهلال الأحمر وطيران الأمن. وقدَّم العرنوس، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الوزير الفالح، تفصيلاً عن خطة التعامل مع التدافع على المستوى الطبي. وكشف عن تفعيل عددٍ من خطط الطوارئ فور وقوع الحادث كخطة تفعيل الاستجابة للطوارئ ابتداءً بمركز القيادة والتحكم في منى وخطة نشر وتوجيه الفرق الميدانية بالتنسيق مع الجهات المعنية كالدفاع المدني الذي يرأس القيادة الميدانية والهلال الأحمر والجهات الصحية الأخرى المشاركة في الإنقاذ. وقدَّر العرنوس عدد الأطباء والممرضين الذين أجلوا المصابين وعالجوهم ب 250 طبيباً وممرضاً ومسعفاً، فيما وصل إلى الموقع آنذاك أكثر من 55 سيارة إسعاف صغيرة تمكنت من تجاوز الزحام. ولفت إلى إرسال فرق طبية راجلة من المراكز الصحية المنتشرة في سوق العرب والشارع الجديد والجوهرة إلى منطقة الحدث، مؤكداً اعتماد أعمال الفرز المبدئي للحالات وإجلائها على القواعد المتعارف عليها في مثل هذه الأمور «حيث تمكنت هذه الفرق من تقديم الإسعافات الأولية ونقل الحالات حسب درجة الإصابة، كما تم تحويل أحد المخيمات القريبة إلى موقع لتجميع الجرحى لفرزهم ميدانياً، وتم إجراء الفرز والتصنيف حسب المتعارف عليه، وأعقب ذلك النقل إلى المراكز الصحية والمستشفيات القريبة مع اتخاذ الإجراءات اللازمة من قِبَل فرق الإسعاف الميدانية». وتحدَّث العرنوس عن 4 إجراءات اتُخِذت بالتزامن، وهي دعم المستشفيات المخصصة لاستقبال الحالات في منى وعرفات بمزيد من الأطقم الطبية وبعض المتطوعين، والتنسيق مع القطاعات الصحية الأخرى كمستشفيات الحرس الوطني والقوات المسلحة والأمن العام والمستشفيات الجامعية لاستقبال بعض الحالات الحرجة وتوفير الدعم بالأطقم الطبية، وتفعيل خطط المختبرات وبنوك الدم إضافةً إلى إجراء رابع تمثَّل في الاستعانة بمروحيات طيران الأمن والهلال الأحمر وسيارات الإسعاف لنقل 353 حالة حرجة إلى مستشفيات واقعة خارج منطقة المشاعر المقدسة. وعلاوةً على ذلك؛ تمَّ تفعيل الخط الساخن 937 للإجابة عن استفسارات ذوي المصابين، وبلغ عدد الاتصالات التي استقبلها نحو 1500 اتصال محلي ودولي. لم تسجل وزارة الصحة حالات حمى شوكية نيسيرية أو كوليرا أو كورونا بين الحجاج، بحسب وكيل الوزارة للصحة العامة الدكتور عبدالعزيز بن سعيد. وكشف وكيل الوزارة، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الوزير المهندس خالد الفالح أمس، عن فحص 1043 عينة لحجَّاج للتحقق من إصابتهم بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية «كورونا» لكن نتائج العينات كانت سلبية، مؤكداً عدم نقل هؤلاء المشتبه في إصابتهم بالمتلازمة إلى خارج المشاعر. وأرجع الدكتور عبدالعزيز بن سعيد خلو موسم الحج من متلازمة الشرق الأوسط التنفسية للعام الثالث على التوالي – أي منذ ظهور فيروس كورونا في المملكة – إلى تطبيق السلطات الصحية إجراءات صارمة لمكافحة العدوى، مبيِّناً أن «حالة التأهب ضد الفيروس كانت عالية بسبب انتشار المرض في أحد المستشفيات في الرياض قبل أسابيع من بدء المناسك، لذا تم اتخاذ إجراءات احترازية إضافية شمِلَت منع دخول الإبل إلى المشاعر بالتنسيق مع وزارتي الزراعة والشؤون البلدية والقروية فيما أشرفت أمانة العاصمة المقدسة على عمل المسالخ، كما تم منع المخالطين لإصابات من حضور الحج». وعلى صعيد منع وفادة الأوبئة بصفةٍ عامة؛ أفاد ابن سعيد بتطبيق «الصحة» هذا العام عدداً من الإجراءات الاستباقية كمناظرة ما يزيد على 1.3 مليون حاج قِدموا من الخارج عبر 15 مركزاً للمراقبة الصحية في المنافذ البرية والبحرية والجوية. وذكَّر في الوقت نفسه بتفعيل الوزارة نظام الرصد المبكر (حصن) في جميع مستشفياتها والقطاعات الصحية الأخرى للإبلاغ عن الحالات الوبائية المشتبه فيها أثناء فترة أداء الفريضة ما في سرعة الاستجابة للتفاعل مع تلك الحالات. وحدد ابن سعيد نسبة التزام حجاج الخارج بتحصين الحمى الشوكية وشلل الأطفال والحمى الصفراء ب 90.1% و99% و96.5% على الترتيب. وأشار إلى تقديم الفرق الوقائية أكثر من 400 ألف جرعة من اللقاحات والعلاج الوقائي ضد الحمى الشوكية وشلل الأطفال في المنافذ، إذ بلغ عدد المطعَّمين من حجاج الداخل 365.338 حاجاً، فيما تم تطعيم 151.365 حاجاً ضد الإنفلونزا الموسمية. وعلى مستوى العاملين الصحيين في الحج؛ بلغت نسبة التطعيم ضد الحمى الشوكية وشلل الأطفال 88%، فيما بلغت نسبة التطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية 96% في مكةالمكرمة و85% في المدينةالمنورة. ووفقاً لوكيل الوزارة للصحة العامة؛ ساهمت فرقة الصحة العامة في عدم تسجيل إصابات بالحمى الشوكية النيسيرية أو بالكوليرا. وتولت هذه الفرق تنشيط برنامح التوعية الصحية ب 8 لغات، وبرنامج الاستقصاء الوبائي وصحة البيئة لمراقبة الأطعمة والمياه منعاً لحدوث تسمم غذائي بالتنسيق مع الأمانات والبلديات. كما طبقت الفرق آليات صارمة لتنفيذ سياسات مكافحة العدوى في المرافق الصحية مع تفعيل الرقابة الدورية عليها، كما ذكر ابن سعيد. كشف رئيس لجنة الحج التحضيرية في وزارة الصحة، الدكتور عماد بن علي الجحدلي، عن تقديم خدمات طبية لأكثر من 405 آلاف مراجعٍ خلال موسم الحج، فيما وصل إلى 22 عدد عمليات القلب المفتوح التي أجرِيَت لحجاج. وأوضح رئيس اللجنة التحضيرية، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الوزير المهندس خالد الفالح أمس، أن 405 آلاف و542 حاجاً راجعوا مرافق «الصحة» هذا العام بينهم 386 ألفاً راجعوا المراكز الصحية والعيادات الخارجية، فيما بلغ عدد المنوَّمين في المستشفيات الحكومية العاملة في المشاعر 1115 حاجاً. وكشف الجحدلي عن تعامل المستشفيات والمراكز مع 607 حجاج تعرضوا لضربات شمس و885 آخرين تعرضوا لإجهاد حراري إضافةً إلى 5 حالات ولادة لحاجات. أما العمليات وجلسات غسيلى الكلى والمناظير فبلغ عددها، وفقاً له، 22 عملية قلب مفتوح، و668 عملية قسطرة قلبية، و31 عملية مناظير للجهاز الهضمي و2213 جلسة غسيل كلى. وعلى صعيد مخزون أكياس الدم؛ أفاد الجحدلي بتوفير 19 ألفاً و472 وحدة من الدم ومشتقاته منذ بدء موسم الحج من جميع الفصائل، في حين لم تزد نسبة المستهلك منها عن 7%. وكشف في سياقٍ متصل عن إخضاع 6 آلاف و103 من سائقي حافلات الحجاج لاختبار المؤثرات العقلية والسموم والكيمياء الشرعية خلال الفترة بين مطلع ذي القعدة وال 10 من ذي الحجة بالتنسيق مع إدارة مكافحة المخدرات. وأسفرت الاختبارات عن استبعاد 22 سائقاً.