كرر وزير البترول والثروة المعدنية السعودي المهندس علي النعيمي، تأكيده أمس أن السعودية ومنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) قادرتان على إمداد السوق بما تحتاجه من النفط في حال حصول أي نقص في الإمدادات، وذلك في إشارة إلى ما يحدث من اضطرابات في ليبيا الدولة العضو في «أوبك»، والتي تصدّر 1.1 مليون برميل يومياً. وقال النعيمي في مؤتمر صحافي في ختام الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنتدى الطاقة الدولي في الرياض، إنه لا يرى سبباً مرتبطاً بالعوامل الأساسية للمستوى المرتفع الحالي لأسعار النفط. وأشار إلى أن الظروف في 2011 ليست كما كانت في 2008 حين وصلت أسعار النفط إلى ذروتها، وانزلق الاقتصاد العالمي إلى الركود، مؤكداً أن العرض والطلب في سوق النفط متعادلان، ولا يوجد نقص في الإمدادات. ونفى النعيمي أن تكون «أوبك» تبحث عقد اجتماع استثنائي قبل مؤتمرها المقرر في حزيران (يونيو) المقبل كما أشيع. وكان النعيمي أكد في كلمة مقتضبة قبيل المؤتمر الصحافي، أن هذا الحدث التاريخي المتمثل في توقيع ميثاق المنتدى الدولي للطاقة يأتي نتيجة لاجتماع اللجنة الإشرافية العليا الموسعة لمنتدى الطاقة الدولي، الذي عقد في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، الذي مهد لعقد اجتماعنا اليوم (أمس)، وأثمر هذا الميثاق الذي يشكل نقطة تحول تاريخية في العلاقة بين المنتجين والمستهلكين، أن الحوار والتعاون أصبحا ضروريين وليس خيارين يمكننا الأخذ بهما أو تركهما. وأضاف: «توقيعنا الميثاق يرسم مستقبلاً زاهراً لطاقة العالم، ويفتح فضاءات رحبة من التعاون والمشاركة، ويدشن حقبة جديدة من العلاقات البناءة والجهود المشتركة، ما يحقق المصلحة ويعود بالخير على الجميع». وأوضح النعيمي أن النظرة الثاقبة لخادم الحرمين الشريفين ورؤيته الاستشرافية وحكمته وحرصه الدائم على استقرار أوضاع العالم هو ما جمعنا اليوم (أمس) من منتجين ومستهلكين تحت سقف واحد، آملين بأن يتحقق النماء والاستقرار لبلداننا وللاقتصاد العالمي، من خلال التعاون المستند على الحوار والمكاشفة بين جميع الأطراف والتنسيق والتدارس في ما يتعلق بالخطط والبرامج ذات العلاقة بموضوع الطاقة واستخداماتها وقضاياها. وأشار النعيمي الى أن معظم الوزراء الذين حضروا الاجتماع أثنوا على الاجتماع، وكانوا مسرورين بالتوقيع على الميثاق. وفسر النعيمي الهدف من رؤية السعودية لسعر عادل للبترول من 70 إلى 80 دولاراً للبرميل وقال: «المملكة تفسر ذلك بأن سعر 70 دولاراً للبرميل هو الحد الأدنى، وهذا مناسب للمستثمر في المواد الخام البترولية المختلفة، أما سعر 80 دولاراً للبرميل فيأتي مناسباً للربح بالنسبة للمستثمر الذي يريد الربح». وشدد على أن السعودية استجابت في أكثر من مرة إلى حالات الطوارئ، وكانت قادرة على تأمين أي حال طارئة، داعياً وسائل الإعلام إلى نقل ذلك إلى السوق، «لكي ينام المستثمرون وهم مرتاحون». من جهته، قال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية نوبو تاناكا، في المؤتمر الصحافي الذي غاب عنه الأمين العام ل«أوبك» عبدالله البدري: «تلقيت تطمينات من «أوبك» بأن لا مشكلة في الإمدادات، وسيتم التعويض في حال حدوث ذلك وأنا مقتنع بذلك، خصوصاً أن هناك احتياطاً يقدر ب6 بلايين برميل عند الدول الأعضاء». أما وكيل وزارة البترول والثروة المعدنية لشؤون البترول الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز، فأوضح أن 5 دول طلبت التوقيع على الميثاق بعد الاجتماع، ليصل عدد الموقعين عليه إلى 92 دولة.