احتدمت المعارك بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة في منطقة بازي بولاية نهر باي في جنوب السودان، ما اسفر عن 19 قتيلاً بينهم صحافي اميركي يدعى كريستوفر الين، بينما اتهمت جوباالخرطوم بمحاولة إعادة زعيم المعارضة رياك مشار الى المشهد السياسي. واوضح الناطق باسم جيش جنوب السودان دومنيك شول، أن الين البالغ 53 من العمر كان في مهمة تغطية برفقة صحافيين اثنين آخرين ومتمردين، وارتدى سترة واقية مكتوب عليها صحافة». ورجح ان يعود الصحافيان الى اوغندا سريعاً. وابلغ قيادي في المعارضة المسلحة ل «الحياة» ان الين رافق منذ اسبوع المسؤول الاعلامي في المعارضة بمنطقة بازي لإجراء تحقيقات حول انتهاكات القوات الحكومية، وتعرض موكبهم لمكمن نصبه الجيش، ما ادى الى مقتله مع آخرين. واعتبره احد ضحايا نظام الرئيس سلفاكير ميارديت. الى ذلك، اعلن وزير الإعلام مايكل مكوي أن هناك معلومات متداولة حول مغادرة زعيم المعارضة مشار جنوب افريقيا، حيث يخضع لاقامة جبرية، وتوجهه إلى منطقة حفرة النحاس الحدودية بين السودان وجنوب السودان وافريقيا الوسطى. واشار الى ان الخرطوم تحاول بالتعاون مع الحكومة الاثيوبية إعادة جمع قوات المتمردين لاستئناف الهجمات على القوات الحكومية، و «هو ما ناقشه الرئيس السوداني عمر البشير في الخرطوم الأسبوع الماضي مع رئيس الوزراء الأثيوبي هايلي مريام ديسالين، لذا لن يكون غريباً ان نسمع نبأ وصول مشار الى الخرطوم في أي لحظة». ويخضع مشار الى إقامة جبرية في جنوب افريقيا منذ العام الماضي، بعدما وصل اليها قادماً من الخرطوم التي طالبته بالمغادرة بعد تلقيه العلاج. وفي كلمة القاها أمام أعضاء مجلس شيوخ قبيلة الدينكا التي يتحدر منها، اعتبر الرئيس سلفاكير ميارديت ان عودة مشار للمشاركة في حوار وطني ستخلق عدم استقرار في الإقليم، موضحاً ان قرار إبقاء مشار بعيداً من البلاد جرى التوصل إليه من قادة المنطقة المقتنعين بأن مشار سينزلق بالبلاد الى حرب إذا لم تعطَ القضايا التي أثارها الاهتمام الذي يريده. واضاف انه بذل «وقتاً طويلاً لإقناع الزعماء الإقليميين والدوليين، بأن مشار ليس رجل سلام، وأنه يجب أبعاده». لقد أدركت المنطقة والمجتمع الدولي الحقيقة التي نرددها بأن مشار ليس ديموقراطياً لأن الديموقراطيين لن يدافعوا عن الحرب». على صعيد آخر، طالبت 67 منظمة حقوقية سودانية واميركية الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعدم رفع العقوبات عن السودان والضغط على نظام الرئيس البشير لإيقاف الحرب. وقالت في رسالة مشتركة الى ترامب: «رفع العقوبات في شكل دائم والسماح لنظام البشير بالوصول إلى مصادر مالية يضع السودانيين والأميركيين وآخرين تحت خطر غير ضروري». ودعت المنظمات ترامب الى ارسال مسؤولين للتحقق من الاوضاع على الارض. وكان الرئيس الاميركي أرجأ في 12 تموز (يوليو) الماضي قرار رفع بعض العقوبات عن السودان إلى تشرين الاول (أكتوبر) المقبل، مشيراً إلى انه يحتاج الى مزيد من الوقت للتحقق من وفاء الخرطوم بكل الشروط المتفق عليها مع الولاياتالمتحدة.