قضت محكمة عراقية أمس بإعدام زياد طارق المعروف ب «أمير الكيماوي»، بعدما دانته بتطوير الغازات السامة وصنع الصواريخ وقد اعترف بتنفيذ تجارب واختبارات لتطوير غاز الخردل. وقال الناطق باسم مجلس القضاء الأعلى عبد الستار بيرقدار في بيان امس إن «المحكمة الجنائية المركزية الأولى أصدرت حكماً بإعدام مهندس ساعد التنظيم في تصنيع وتطوير الأسلحة الكيماوية وأوضح ان «الحكم صدر وفق المادة الرابعة بدلالة المادة الثانية من قانون مكافحة الإرهاب». وكان القضاء العراقي نشر قبل اسابيع مقابلة مع زياد طارق أوضح خلالها نتائج التحقيق في التهم الموجهة اليه، وأوضح ان عدداً كبيراً ممن اعتقلوا أشاروا إلى ورشة في بيت زياد فيها مواد سامة وغاز الكلور وتستخدم في صناعة متفجرات. وأكد أن المدان «قام بصناعة صاروخ يصل مداه إلى 20 كيلومتراً»، وقال: «فكرنا في ذلك بعد أن وجدنا أن سلاح الكلاشنيكوف لن يجدي نفعًا ويجب التوجه الى أسلحة أكثر فتكًا وقوة»، مؤكداً «أن تجربة الصاروخ جرت في مزارع قريبة من منطقة أبو غريب». وأضاف زياد أنه «كان يفترض الحصول على براءة اختراع عن هذا الصاروخ لأن الوقود المستعمل فيه يوازي الخلطات الأميركية»، فضلاً عن إجرائه العديد من البحوث التي قادت إلى تطوير غاز الخردل لصناعة أسلحة كيماوية، لكن اعتقاله حال دون أن يكمل مشروعه. وتابع المدان في اعترافاته: «قمت بسلسلة اختبارات لتطوير غاز الخردل وهو من المواد التي تكون جزءاً من المتفجرات لصناعة العبوات الناسفة وخلطة صناعة الصواريخ»، وأوضح أن «انتشار الأسلحة بعد عام 2003 ووجودها في كل مكان جعل اقتنائها سهلاً للجميع سواء كانت أسلحة خفيفة أم مواد سامة». وتابع انه كان «يعمل على خطين متوازيين، الأول هو صناعة صاروخ وهو تقليد لصاروخ القسام الذي يستخدمه الفلسطينيون لقصف الإسرائيليين، والثاني صناعة الوقود من خلطة السكر ونترات البوتاسيوم التي تم تطويرها لصناعة المتفجرات». وعن المصادر التي يستقي منها معلوماته، قال إن «بحثه المتواصل على المواقع الإلكترونية الأميركية جعله يجد خلطات متنوعة تتكون من مواد موجودة في الأسواق بكثرة نتيجة سرقة المخازن الحكومية بعد 2003، إذ تعلّم صناعة الغازات المسيلة للدموع والمواد المتفجرة الأخرى وأجرى مجموعة من التجارب، إلا أن غاز الخردل لفت نظري وتعلمت صنعه بالاستعانة بتلك المواقع واتخاذ مجموعة من الإجراءات، واكتشفت بعد ذلك أن تلك المواقع تغشني ولا تعلّم شيئاً فاستعنت بجهدي الخاص وعملت على تطويره». وتابع أن «مشروع الصاروخ نجح وتم إطلاقه على مسافة 20 كيلومتراً، بعد نجاح خلطة الوقود بينما غاز الخردل وصل تطويره إلى مراحل متقدمة وتوقفت بسبب انشغالي وقراري ترك العمل مع كتائب ثورة العشرين آنذاك». وأكد أن «السلطات اللبنانية طلبت منه الخلطات التي توصل إليها في صناعة الصاروخ وتطوير غاز الخردل إلا انه رفض ذلك بحجة انه يريد تسليمها إلى القوات العراقية». الى ذلك قتل وأصيب 11 شخصاً بانفجار سيارتين مفخختين امس ضربت منطقتي ابو دشير جنوببغداد والشرطة الرابعة بعد اسابيع من هدوء نسبي شهدته العاصمة.