أعلنت قيادة الجيش اللبناني أمس، أن «مدفعيته وطائراته نفّذت ضربات نوعية ضدّ عدد من مراكز إرهابيي تنظيم «داعش» في وادي مرطبيا ومحيطه في جرود رأس بعلبك، ما أسفر عن تدمير هذه المراكز وسقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوفهم». وقال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إن «شعبنا يتهيأ لاحتفال وطني قريب بتحرير بقعة غالية على حدودنا الشرقية من التنظيمات الإرهابية». ويتهيأ رئيس الحكومة سعد الحريري لزيارة باريس منتصف الأسبوع المقبل للقاء الرئيس إيمانويل ماكرون، وفي مقدم جدول أعمال محادثاته تعزيز الدعم الفرنسي للجيش اللبناني. وأوقفت مديرية المخابرات في الجيش في شمال لبنان أحد عناصر الخلايا النائمة ل «داعش»، اللبناني حسن حمد الحسن بعد رصد لتحركاته، بتهمة التحضير لاغتيال أحد كبار ضباط الجيش اللبناني وتأمين أسلحة ومتفجرات لتنفيذ العملية وأعمال إرهابية أخرى، منها استهداف آليات للجيش، بتكليف من مشغليه في الرقة السورية. وقام الحسن بتزويد قيادي «داعشي» بمعلومات عن استعدادات الجيش لمعركة «فجر الجرود». وجاء بيان مديرية التوجيه في الجيش، عن قصف مواقع «داعش» في اليوم الثامن لعملية «فجر الجرود»، في إطار التحضيرات للمرحلة الرابعة والنهائية لاسترجاع ما تبقى من مواقع تحصن فيها مسلحو «داعش» في وادي مرطبيا وتقدر مساحتها بزهاء 20 كيلومتراً مربعاً. وشملت التحضيرات دفع مزيد من الآليات والمدرعات لتتمركز في المرتفعات التي سبق للجيش أن استعادها مطلع الأسبوع، وفق المراسلين الإعلاميين في رأس بعلبك. وفيما شاهد مواطنون طائرة من نوع «سيسنا» تحلق في سماء المنطقة مرجحين أن تكون استخدمت في القصف الجوي (مزودة صواريخ «هيلفاير» الدقيقة الإصابة)، أكد مصدر عسكري ل «الحياة» أن وضع الجيش الميداني جيد وهناك جاهزية لوحداته. وإزاء تكاثر التكهنات حول المرحلة الأخيرة من هجوم الجيش على المعقل الأخير ل «داعش»، علقت مديرية التوجيه في الجيش على «معلومات وتحليلات واستنتاجات غير دقيقة أو غير صحيحة حول مجريات عملية فجر الجرود نقلاً عن مصادر عسكرية»، فدعت وسائل الإعلام إلى «العودة إليها في هذا الشأن للاطلاع على المعلومات والمعطيات الصحيحة قبل نشرها». ومن الجهة السورية، أفادت وسائل الإعلام التابعة ل «حزب الله» الذي يشارك الجيش السوري في الهجوم على مواقع «داعش» من الجهة السورية في القلمون الغربي، بأن الطيران الحربي السوري شن غارات على مواقع التنظيم والمعابر المحيطة بجبل حليمة قارة الذي يقع في الجهة الشرقية من موقع مرطبيا في الأراضي اللبنانية. كما أشار إعلام «حزب الله» إلى أن مقاتليه باتوا على مسافة 6 كيلومترات من مرطبيا. وكانت معلومات تحدثت عن إمكان ترك معبر لهروب المسلحين في ظل مفاوضات أعلن الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصر الله أن الحزب يقوم بها مع «داعش» كي ينسحب من الأراضي اللبنانية والسورية. وكان عون تحدث في احتفال لمناسبة الذكرى ال72 لتأسيس المديرية العامة للأمن العام، وقال في سياق حديثه عن تحرير ما تبقى من بقعة على الحدود الشرقية: «نتطلع الى تحرير ما تبقى من أرض الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي». وأكد ثقته بدور المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم «الأمني والوطني والنجاحات المتتالية التي حققها في مهمات حساسة». وكان لافتاً قول وزير الداخلية نهاد المشنوق في كلمته للمناسبة أن «معركة الجرود أحالت كلّ المعادلات إلى التقاعد... والمسؤولية الوطنية تحتّم استثمارها لتعزيز مكانة الدولة»، في رد غير مباشر على تأكيد نصر الله الخميس الماضي معادلة الجيش والشعب والمقاومة، مضيفاً إليها دور الجيش السوري في دحر «داعش». وحيا المشنوق «الجيش الواحد والسلاح الواحد بلا شريك». وقال اللواء ابراهيم: «اقتربنا من إقفال ملف العسكريين». وستكون زيارة الحريري الى فرنسا يومي 31 آب (أغسطس) و1 أيلول (سبتمبر)، الأولى للرئيس إيمانويل ماكرون منذ توليه الرئاسة. وسبق للحريري أن استقبل ماكرون خلال حملته الرئاسية عندما زار بيروت حيث أنهى اجتماعهما قائلاً له «وداعاً السيد الرئيس». ويلتقي الحريري الخميس نظيره الفرنسي إدوار فيليب ووزير الخارجية جان ايف لودريان ووزير المال برونو لومير، وفي اليوم الثاني يلتقي ماكرون ثم وزيرة الدفاع فلورانس بارلي ورئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشي. وعلمت «الحياة» من مصادر لبنانية وفرنسية أن الحريري الذي يتبعه الرئيس عون في 25 أيلول في زيارة دولة، يسعى الى طلب دعم فرنسا لعقد مؤتمر لدعم الاقتصاد اللبناني كي يتمكن من تحمل عبء اللجوء السوري الى لبنان، إضافة الى تعزيز الدعم الفرنسي للجيش. واعتبرت المصادر الفرنسية أنها زيارة مهمة في إطار العلاقات التقليدية بين البلدين.