أكد بيان للجيش العراقي أمس اختراق دفاعات «داعش» في تلعفر والوصول إلى وسط المدينة القديمة وحي القلعة العثمانية، فيما أعلنت وزارة الدفاع اكتشاف مقبرتين جماعيتين قرب الموصل تضمان 500 رفات. وتوقع قادة عسكريون تحرير المدينة في موعد يتزامن مع حلول عيد الأضحى (للمزيد). وقال قائد العملية الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله، في بيانات متعاقبة أن «قوات مشتركة، بمؤازرة الحشد الشعبي، استعادت السيطرة على خمسة أحياء هي: الخضراء، النصر (شرق)، النداء (غرب)، سعد (شمال غرب) والطليعة وسط المدينة»، والأخير ملاصق لحي القلعة الذي يعد مركز المدينة. جاء هذا التقدم بعد ساعات على إعلان القوات العراقية استعادة السيطرة على حي الجزيرة الجنوبي، فضلاً عن مركز ناحية المحلبية. وأكد الملازم في الفرقة التاسعة صلاح الخفاجي أن القوات تتقدم في كل الجبهات «أسرع بكثير من توقعاتنا». وأضاف أن «معنويات مسلحي داعش باتت منهارة، ومتدنية للغاية، وخلال وقت قصير سيخسرون القضاء». وأتى هجوم تلعفر بعد 40 يوماً على إعلان النصر على التنظيم في الموصل (شمال) بعد معارك استمرت تسعة أشهر. وقال المقدم عبدالسلام الجبوري أن «الفرقة 15 والحشد الشعبي تمكنا من تحرير مركز ناحية المحلبية بالكامل في هجوم خاطف ومحكم، وبدأنا عملية التطهير والبحث عن جيوب محتملة لعناصر التنظيم، كما تم تحرير قرية مشيرفة ومساحات شاسعة في محيطها». من جهة أخرى، أفادت «خلية الإعلام الحربي» أن «فريقاً مختصاً في وزارة الدفاع عثر على مقبرتين جماعيتين فيهما رفات 500 ضحية من سجناء سجن بادوش الذين أعدمتهم عصابات داعش الإرهابية». وأردفت في بيان أن «في المقبرة الأولى 30 رفاتاً وفي الثانية 470». ويقع السجن في ناحية بادوش، على بعد 25 كيلومتراً غرب الموصل، وهو أكبر سجن في محافظة نينوى، وثاني أكبر سجون العراق بعد أبو غريب القريب من بغداد. وسيطر عليه التنظيم صيف عام 2014 عندما اجتاح شمال العراق وسيطر على ثلث مساحة البلاد. وفصل الإرهابيون النزلاء على أساس طائفي، وأعدموا الشيعة ولم يستثنوا السنّة المعارضين بإطلاق النار عليهم من مسافات قريبة في العراء على بعد بضعة كيلومترات من السجن. وتعد مجزرة هذا السجن ثاني أكبر مجزرة يرتكبها «داعش» في العراق، إذ أقدم حينذاك على إعدام 1700 من طلاب وجنود في كلية عسكرية بمحافظة صلاح الدين.