أكد مسؤول بارز في حزب «بويا تاي» بزعامة رئيسة الوزراء التايلاندية السابقة ينغلوك شيناواترا أنها غادرت البلاد الأربعاء الماضي للإفلات من أي حكم قد يصدر ضدها في التهمة الموجهة اليها بإساءة إدارة برنامج لدعم الأرز كلّف الدولة خسائر بنحو 8 بلايين دولار، بعدما دفعت أسعاراً للمزارعين تفوق أسعار السوق بنحو 50 في المئة. وأصدرت المحكمة العليا مذكرة بتوقيف رئيسة الوزراء السابقة بعدما تخلفت بحجة معاناتها من مشكلة في الأذن عن جلسة النطق بالحكم التي أرجئت الى 27 أيلول (سبتمبر) المقبل. ثم أمر رئيس المجلس العسكري برايوت شان او تشا بفرض تدابير مشددة لمراقبة الحدود. وكانت ينغلوك التي أطاح المجلس العسكري حكومتها في انقلاب نفذه عام 2014 تواجه حكماً بالسجن لمدة تصل إلى عشر سنوات في حال إدانتها، علماً أن المحكمة ذاتها قضت بسجن بونسونغ تيريابيروم، وزير التجارة في عهد ينغلوك، 42 سنة بتهمة تزوير صفقات أرز حكومية بين تايلاند والصين عام 2013. لكن ادانتها قد تؤجج وفق مراقبين التوتر مجدداً في تايلاند، رغم أن المجلس العسكري أخمد إلى حد كبير أي معارضة صريحة، بعدما منعها منذ 2015 من ممارسة العمل السياسي لمدة خمس سنوات. وتقول ينغلوك إنها كانت مسؤولة عن وضع البرنامج فقط وليس إدارته في شكل يومي، علماً أن شقيقها تاكسين شيناواترا الذي أطيحت حكومته في انقلاب نفِذ عام 2006، واجه اتهامات بالفساد زعم إنها تهدف إلى تقويض الحركة الشعبوية التي أسسها، قبل أن يفر بلا عودة الى الخارج عام 2008. وألغت السلطات التايلاندية جواز سفر تاكسين، ويعتقد بأنه يستخدم جواز سفر مونتينغري للتنقل بين دبي ولندن وهونغ كونغ وسنغافورة. وفيما تعتبر تايلاند مقسومة بين مؤيدين لآل شيناواترا وقاعدتهم السياسية وغالبيتهم من الريف الفقير، وموالين للنخبة المؤيدة للجيش الذين يرفضون التنازل عن السلطة لحكومات ديموقراطية، أكد أنصارها الذين احتشدوا أمام المحكمة تفهمهم لإشاعات فرارها. وقال أحدهم ويدعى سيكسان شاليتابورن (64 سنة): «بذلت ينغلوك قصارى جهدها، وضحت بالكثير. يجب أن يحارب الناس بأنفسهم الآن». وطالبت ينغلوك انصارها في رسالة على «فايسبوك» الخميس بالبقاء في منازلهم ل «تجنب أي أحداث يثيرها أشخاص يضمرون الشر للبلاد ولنا». ويبدو المستقبل الديموقراطي في البلاد قاتماً. فالدستور الذي وضعه المجلس العسكري الحاكم يخنق سلطة أي حكومة مستقبلية منتخبة. وهو ينوي تنظيم انتخابات العام المقبل، لكن الموعد أرجئ مرات.