أعلنت القوات العراقية أمس استعادتها المزيد من الأحياء والقرى التي يسيطر عليها «داعش» في تلعفر، غرب محافظة نينوى، وسط توقعات باشتداد حدة المعارك مع توغل القوات في عمق المدينة. أفاد مسؤولون أكراد بأن الجيش الأميركي على وشك استكمال بناء قاعدة شمال القضاء. وأكدت قيادة العمليات المشتركة استعادة 23 قرية، والسيطرة على أحياء عدة بعد أربعة أيام على انطلاق الحملة الرامية الى إعادة السيطرة على آخر معاقل التنظيم في نينوى. وأوضح قائد المعركة الفريق الركن عبد الأمير يار الله في بيان أن «قطعات لواء المشاة الآلي 37 والحشد الشعبي، حررت حي النور الأول وأدامت التماس مع حي النصر، فضلاً عن تحرير قرية قره تبه، شمال مطار تلعفر». وأعلن في بيان «السيطرة على قريتي العاشق الأولى والعاشق الثانية وعلى طريق الكسك – المحلبية». وجاء في بيان لإعلام «الحشد الشعبي» أن قواته «بالتعاون مع قطعات من الجيش حررت الجزيرة (البساتين) شرق تلعفر بالكامل، وهي لا تبعد سوى 250 متراً عن مركز القضاء، كما حررت في المحور ذاته حي الخضراء بعد معارك استمرت يومين»، وأضاف أن قوات «اللواء 26 تمكنت من تحرير تل خضر الياس في حي الجزيرة من الجهة الجنوبية، بدعم طائرات عراقية وجهت ضربات موجعة إلى تجمعات داعش، كما سيطر الحشد والشرطة الاتحادية على ما يسمى ديوان التعليم في حي الوحدة في المحور الشمالي الشرقي، بعد وقت قصير من اقتحامه»، وأشار الى أن «الجهد الهندسي فكك 140 عبوة ناسفة في قرية مال ويران شمال غربي تلعفر بعد أن تم تحريرها أمس (الأربعاء)، فضلاً عن تطهير شارع سنجار تلعفر، بطول 17 كلم، وفكك 40 منزلاً مفخخاً في حي الكفاح الجنوبي». وأفادت مصادر مطلعة بأن «مقاومة التنظيم تشتد كلما تقدمت القوات في العمق صوب قلب المدينة، وهو يدفع بمزيد من الانتحاريين الذين يقودون عربات مفخخة وعناصره المعروفين بالانغماسيين، مستفيداً من شبكة الأنفاق التي حفرها». وأعلن الناطق باسم «العمليات المشتركة» العميد يحيى رسول خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الناطق باسم قوات «التحالف الدولي» العقيد ريان ديلون أن «المعركة ناجحة منذ انطلاقها وتم إخلاء النازحين في وقت قياسي ونحن ملتزمون المحافظة على أرواح المدنيين»، مؤكداً «قتل أكثر من 100 إرهابي من أصل 2000 عنصر، فضلاً عن شن 75 طلعة جوية، فيما تقدم قوات التحالف إسناداً كبيراً لقواتنا». وقال ديلون إن «التحالف سيلاحق التنظيم حتى نهايته سواء في العراق أو سورية وهو ما زال موجوداً في منطقة الفرات»، وتابع أن «داعش محاصر تماماً في تلعفر، ونتوقع أن تزداد المعركة شراسة لدى بلوغ القوات مركز المدينة». وفي أربيل نقلت وسائل إعلام مقربة من «الحزب الديموقراطي» بزعامة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني عن مسؤولين أكراد قولهم إن «الجيش الأميركي اقترب من استكمال إنشاء قاعدة في ناحية زمار (تحت سيطرة البيشمركة) شمال تلعفر»، وزادوا أن «القاعدة واحدة من خمسة قواعد أنشأها الجيش في الإقليم منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003، وفيها أكثر من 100 جندي، وعشرات المدافع بعيدة المدى تقدم الدعم لمعركة تلعفر» ولم يستبعدوا أن «يتم الاحتفاظ بها لسنوات طويلة».