«إذا لم يتسلق أحد الجبل قبلك فكن الأول، وإذا تسلقه أحد فكن الأفضل». هذا هو الشعار الذي تحمله مجموعة «أفكار فلسطينية» الشبابية التي انطلقت قبل أشهر بمبادرة من الشابين، رامي طه ويقيم في قرية قطنة قرب القدس، ومحمد المبيض ويقيم في مدينة البيرة في الضفة الغربية. ولم يتوقع رامي ومحمد أن تنمو المبادرة في أقل من ستة أشهر لتضم قرابة الخمسين شاباً وفتاة تتراوح أعمارهم ما بين 16 و25 سنة، باتوا يلفتون الاهتمام في المجتمع الفلسطيني عبر سلسلة من المشاريع والمبادرات بدأوها بأعمال ميدانية. وكان آخر هذه الأعمال طلاء درج تاريخي في مدينة رام الله، يطلق عليه البعض لقب «درج العشاق»، نظراً إلى أن الأحبة والخطاب يفضلونه لقضاء وقتهم معاً لإطلالته الرائعة على مختلف أنحاء المدينة، وابتعاده النسبي عن عيون الفضوليين. وشارك أكثر من 25 من أعضاء المجموعة من الجنسين بطلاء هذا الدرج بألوان زاهية كالأحمر والأصفر والأخضر وغيرها. وللمجموعة التي تستثمر موقعها الإلكتروني للترويج لمشاريعها التي تتمحور حول 12 مبادرة، من بينها إذاعة شبابية متخصصة في النقد الاجتماعي والخدماتي وربما السياسي، وتحمل اسم «سيو»، وقد ترى النور قريباً، وقمصان «يس»، وهي من تصميم شبان وفتيات موهوبين بتصميم الأزياء في «أفكار فلسطينية»، وتحمل عبارة «صنع في فلسطين»، وبدأ تسويقها محلياً، على أمل انتشارها عربياً ودولياً. ومن بين المبادرات التي يريدها طه والمبيض ورفاقهما في المجموعة «مختلفة»، و «متميزة»، و «خلاقة»، و «مفيدة»، مبادرة «صور فلسطينية» التي تطلق العنان لهواة التصوير الفوتوغرافي من الشباب أعضاء المجموعة وغير الأعضاء لعرض صورهم في سلسلة معارض أحدها سيكون على الدرج بحلته الجديدة في الربيع، وكذلك مبادرة «موسيقيون فلسطينيون» كمساحة للموهوبين في هذا المجال، وبخاصة المهمشين منهم، وغيرها من المبادرات. ويقول طه: «نحن مبادرة شبابية تشكلت منذ قرابة خمسة أشهر، باتت تضم الآن أكثر من أربعين شاباً وفتاة تتراوح أعمارهم ما بين 16 و25 سنة، تسعى لتنفيذ أفكار مبتكرة تفيد المجتمع، وتعزز حضور الشباب على أرض الواقع... ما نقوم به من أعمال هو بطاقة التعريف بنا، ولا نسعى للترويج لأنفسنا عبر الإعلان، بخاصة أننا نعمل بروح التطوع، ولا جهة تدعمنا». ويضيف: «نعمل الآن على تنفيذ 12 مبادرة جاءت بأفكار من الشباب أنفسهم، وأبدوا حماسة لتطبيقها»، مشيراً إلى أن الدرج بحلته الجديدة ونفذ بدعم من بلدية رام الله و «منتدى شارك» الشبابي، سيكون مسرحاً للعديد من الفعاليات الفنية والثقافية، ومساحة لمعرض لصور يلتقطها الشباب من أعضاء المجموعة وخارجها، معرباً عن أمله بإيجاد داعمين لفعاليات المجموعة. ويقول: «نحن نسعى للحصول على دعم، وبذلنا جهوداً كبيرة في هذا الإطار ولم تكلل كلها بالنجاح». أما المبيض فيقول أن ما يميز مجموعة «أفكار فلسطينية» أنها مستقلة تماماً، «وليست إطاراً لأي حزب سياسي، أو جماعة دينية، وبالتالي نحن غير منحازين لأحد». ويقول: «ما يهمنا هو الترويج لنفسنا بما نقوم به من مبادرات على أرض الواقع. ونطمح الى أن نكون عنواناً لأفكار شبابية طموحة ومختلفة ومفيدة في الوقت نفسه». ويضيف: «رسالتنا أن لدى كل واحد منا أفكاراً وطموحات، حتى الذي يقول انه ليس لديه أفكار فهو يمتلك العديد من الإبداعات، ونقول لمثل هؤلاء: فقط أخرج كل ما هو في داخلك وانطلق حيث تشاء. ببساطة نحن تجمع فلسطيني شبابي «عشان أفكار الشباب، عشان إبداعاتهم، عشان مواهبهم»، شعارنا بكل بساطة «سهّل حياتك بتسهل». بدورها أشارت هلا طنوس، إحدى المتطوعات في المجموعة إلى أن انضمامها ل «أفكار فلسطينية» كان عبر صفحة المجموعة على موقع «فايسبوك». وتقول: «ما شجعني للانضمام إلى هذه المجموعة أفكارها المبتكرة، وتحفيز الشباب على «إبداع شيء من لا شيء»، وتشجيعهم على بناء قدراتهم». وتضيف: «الجميل في «أفكار فلسطينية» هو روح التفاعل بين الشباب والفتيات داخل المجموعة، وروح الديموقراطية الحقيقية السائدة داخلها، والجدية في العمل».