بدأ الاعلان عن استقالة الموفد الدولي الى سورية الاخضر الابراهيمي بمثابة نعي للجهود الديبلوماسية من اجل ايجاد تسوية سلمية للنزاع المستمر منذ ثلاث سنوات، في وقت يقترب موعد الانتخابات الرئاسية المرفوضة من المعارضة والغرب والتي من المتوقع أن تبقي الرئيس بشار الاسد على رأس السلطة. وفيما يفتح الاعلام السوري صفحاته واثيره للحملات الممهدة للانتخابات الرئاسية المحددة في الثالث من حزيران (يونيو) والتي وصفتها واشنطن ب"المهزلة"، جدد مسؤولون اميركيون التأكيد في حضور رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد الجربا ان "لا مكان للاسد في مستقبل سورية". واعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الثلثاء قراره قبول استقالة الابراهيمي الذي سيغادر منصبه في 31 ايار (مايو)، مشيدا ب"الصبر والمثابرة" اللذين تحلى بهما الديبلوماسي الجزائري (80 عاما) خلال عمله مبعوثا مشتركا للامم المتحدة وجامعة الدول العربية على مدى سنتين. وبذل الابراهيمي، اقصى جهوده لوضع حد لنزاع اوقع في ثلاث سنوات اكثر من 150 الف قتيل. وكان يردد انه يتمتع بالصبر الكافي للوصول الى مرحلة الولوج الى الحل. لكن احد اصدقائه روى انه شعر بعد سنتين من تعيينه ان المخارج الممكنة للازمة أغلقت الواحدة تلو الاخرى، لا سيما بعد اعلان النظام السوري تنظيم انتخابات رئاسية متجاهلا تماما مطالبة المعارضة بتنحي الاسد وبتشكيل هيئة حكم انتقالية تمثل الطرفين. وفي هذا السياق، نقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن مندوب سورية في الاممالمتحدة بشار الجعفري انتقاده للابراهيمي بسبب "تدخله في الشأن الداخلي السوري، فالوسيط لا يتدخل في شأن سيادي لأي دولة". واضاف "من السابق لاوانه الكلام عن خليفته". في المقابل، قال مسؤول في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية نجيب غصبان انه يشعر بالمرارة التي دفعت الابراهيمي الى الاستقالة، مشيرا الى ان المعارضة "تقدر الجهود التي بذلها".