زار أمس، الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي الرئيس السابق للحكومة سليم الحص في منزله في بيروت للاطمئنان الى صحته بعد عودته من فترة علاج في المملكة العربية السعودية. وتداول الجانبان في التطورات الراهنة وعملية تشكيل الحكومة، واستمع ميقاتي الى وجهة نظر الحص حول ذلك، وتبادلا الآراء في كيفية الخروج بتشكيلة حكومية تعبّر عن تطلعات جميع اللبنانيين. وتمنّى الحص، كما ذكر مكتبه الإعلامي، للرئيس المكلف، «التوفيق في مهمته الوطنية، كما بحثا في أوضاع لبنان ومستجدات المنطقة». وكان الحص وباسم منبر «الوحدة الوطنية» أصدر بياناً توقف فيه عند تطورات المنطقة، معتبراً ان «الشعب المصري حقق انتصاراً مبيناً على واقع آسن رديء كان الطابع الغالب عليه فساداً في الحكم على كل صعيد. وواقع مصر، من هذه الزاوية، لم يكن يختلف كثيراً عن واقع معظم الدول العربية الأخرى. وإذا كان شعب مصر يتمتع بحيوية خفاقة حملته على القيام بثورة تاريخية على حال الفساد السياسي والأخلاقي التي كانت تسيطر على الحكم في الشقيقة الكبرى، فإننا لا نغالي إذ نقول إن ليس في الوطن العربي قطر لا يعاني من مثل هذا المرض اللعين، وليس من شعب من الشعوب العربية يرضى بالاستكانة لهذه الحال». ورأى «ان سائر الدول العربية لن تكون بمنأى عن تداعيات هذه الظاهرة الكاسحة ما لم تسارع إلى استباق التفجير الذي يتنقل في المنطقة العربية بإجراء الإصلاحات المرجوة على المستويات كافة، السياسية منها والاقتصادية والاجتماعية»، مشدداً على ان «عنوان الإصلاح المنشود ينبغي أن يتمحور على تطوير الممارسة الديموقراطية التي من دونها لا تكون ثمة مساءلة ومحاسبة على وجه فاعل كما لا يكون ثمة تعبير صادق عن حقيقة إرادة الشعب الحرة». وأكد الحص أن «الديموقراطية مفتاح الإصلاح الحقيقي على الصعيد السياسي، وعلى سائر الصعد. انقضى إلى غير رجعة زمن كانت الأنظمة العربية فيه تعيش وتتوالد بلا وازع أو رادع في بيئة من الفساد والتخلف على كل صعيد، والشعوب العربية جديرة حقاً بمثل هذه الإصلاحات، وهي لا تفتقر إلى الحيوية اللازمة لفرض إرادتها في حال عدم اكتراث المسؤول الذي يصر على التشبث بأداء لا مسؤول. ولبنان بخاصة مطالب بأن يكون رائداً في هذا الميدان فيعمد الحكم فيه إلى تبني الإصلاحات المرجوة تعزيزاً للممارسة الديموقراطية من دون إبطاء. ويا حبذا لو يبادر مجلس النواب إلى السير في هذه الطريق فيكون له سبق الريادة».