قتل انتحاري من «طالبان» خمسة أشخاص وجرح 25 بينهم نساء وأطفال، لدى تفجيره سيارة مفخخة قادها في مرأب للسيارات قرب مقر الشرطة الرئيسي في مدينة لشكرجاه في ولاية هلمند (جنوبأفغانستان). وكان مرأب السيارات مكتظاً بأشخاص انتظروا الدخول الى مقر الشرطة حين وقع الانفجار الذي ألحق أيضاً أضراراً بمسجد مجاور كان أطفال يتلقون فيه دروساً دينية. وأظهرت صور آليات «هامفي» تابعة للجيش الأفغاني متضررة، وإحداها دُفعت جانباً بسبب قوة الانفجار. على صعيد آخر، أعلن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أن باكستان قد تفقد وضعها كحليف رئيسي للولايات المتحدة، إذا لم تغيّر سياستها إزاء حركة «طالبان» الأفغانية، في حين أبدت إسلام آباد «خيبتها» من موقف أميركا. ورداً على سؤال صحافي حول استعداد واشنطن لخفض مساعدتها لباكستان وفرض عقوبات عليها، وحتى التوقف عن اعتبارها «حليفاً أساسياً غير عضو في الحلف الأطلسي (ناتو)»، قال تيلرسون: «لدينا وسائل ضغط إذا رفضت باكستان تغيير تصرفاتها او تعديل مقاربتها إزاء منظمات إرهابية تجد ملجأ لها في أراضيها»، علماً أنها واحدة من 16 دولة تستفيد من وضع مميز يتيح إقامة تعاون عسكري وثيق مع الولاياتالمتحدة. لكن الأخيرة علّقت الشهر الماضي مساعدات عسكرية قيمتها 50 مليون دولار لباكستان، معتبرة أن إسلام آباد لا تبذل جهوداً كافية لمكافحة «شبكة حقاني» المتحالفة مع «طالبان» الأفغانية. ورفض تيلرسون توضيح إمكان تنفيذ الولاياتالمتحدة ضربات جوية في باكستان، مكتفياً بالقول إن «الرئيس دونالد ترامب أعلن أننا سنواجه الإرهابيين أينما وجدوا». وشدد تيلرسون على البعد «الإقليمي» لاستراتيجية أميركا في أفغانستان والتي تشمل باكستان والهند ايضاً، مؤكداً انها «تهدف الى الضغط على طالبان كي تفهم أنها لن تنتصر على أرض المعركة». وختم تيلرسون بتأكيد «إمكان اضطلاع باكستان بدور مهم في دفع طالبان الى طاولة المفاوضات». في المقابل، كررت وزارة الخارجية الباكستانية بأن «أي بلد في العالم لم يعانِ من آفة الأرهاب مثل باكستان، وغالباً عبر أعمال منظمة تتجاوز حدودنا. لذا من المخيب أن تتجاهل التصريحات الأميركية التضحيات الجسام لأمتنا». وكان ترامب قال الاثنين إنّ باكستان «ستخسر كثيراً إذا واصلت إيواء مجرمين وإرهابيين» يزعزعون أمن أفغانستان المجاورة، مشدداً على أن هذا الوضع «يجب أن يتغيّر فوراً». لكنّ وزراة الخارجية الباكستانية شددت على أنها لا تسمح باستخدام أراضيها ضد بلد آخر. وقالت: «بدلاً من الاستناد إلى مزاعم خاطئة عن إيواء إرهابيين، يجب أن تعمل الولاياتالمتحدة معنا لاستئصال الإرهاب». وكان الجيش الباكستاني استبق الاثنين خطاب ترامب بإعلانه أن البلاد «لن تؤوي أي بنية تحتية لأي منظمة إرهابية».