دخل الوضع في مخيم عين الحلوة الفلسطيني- جنوبلبنان، مرحلة اختبار جديد لوقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بعد ظهر أمس، بمساع بذلتها القيادة السياسية الموحدة للقوى الفلسطينية الوطنية والإسلامية في منطقة صيدا وبضغط لبناني من فاعليات المدينة ومخابرات الجيش، بعدما تخطت الاشتباكات الخطوط الحمر وبلغت نيرانها منشأة حكومية هي سراي صيدا حيث مركز محافظة لبنانالجنوبي، وبعدما شلت أحداث المخيم الحركة في مختلف أحياء المدينة وأسواقها الداخلية. والاتفاق الذي وافق عليه طرفا النزاع، «فتح» وكل من مجموعتي بلال بدر وبلال عرقوب نص على وقف فوري لإطلاق النار وتثبيته وتشكيل ثلاث لجان للمتابعة الميدانية والإشراف لتثبيت وقف النار. اللجنة الأولى مؤلفة من: «عصبة الانصار»، «الحركة المجاهدة»، «حماس»، «الجهاد الإسلامي»، «أنصار الله» من جهة الرأس الأحمر. والثانية تضم: «الجبهة الشعبية»، «جبهة النضال»، «جبهة التحرير الفلسطينية»، «فدا 45» و «القيادة العامة». واللجنة الثالثة: «فتح»، «الجبهة الديموقراطية»، «حزب الشعب»، «جبهة التحرير الفلسطينية» و «الصاعقة»، في مقر العمليات المشتركة لمتابعة تثبيت وقف إطلاق النار وثم انتشار القوة المشتركة بعد تثبيت وقف النار وتأكيده. وعلم أن تفاصيل تنفيذ وقف إطلاق النار، لا سيما ما يتعلق بنشر القوة المشتركة، تضمنت شروطاً وشروطاً مضادة بين «فتح» ومجموعتي بدر وعرقوب، إذ اشترط الأخيران عدم مشاركة «فتح» في أي قوة مشتركة تنتشر في حي الطيري مقابل اشتراط «فتح» البقاء في المواقع التي تقدمت فيها بما في ذلك حي الصحون المشرف على الطيري. انتشار القوة المشتركة وعصراً، انتشرت القوة المشتركة الفلسطينية في حي الطيري داخل المخيم، لتثبيت وقف النار ودعوة أبناء المخيم إلى الشارع الفوقاني لتفقد ممتلكاتهم والخسائر التي لحقت بها. وكان الوضع في المخيم مال أكثر إلى التهدئة بعد جولة صباحية هي الأعنف التي شهدها المخيم منذ بدء الاشتباكات وأسفرت عن سقوط قتيلين و6 جرحى ما رفع الحصيلة الإجمالية إلى 6 قتلى وأكثر من 40جريحاً في غضون ستة أيام. واتخذت الاشتباكات منحى الكر والفر بين جبهتي المواجهة المتقابلتين في حي الطيري، معقل الإسلاميين، وجبل الحليب، معقل «فتح»، وخطوط التماس المتقابلة في الشارع الفوقاني والمتداخلة بين حيي الصحون والطيري، واستخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، وسجلت خلالها عمليات تقدم وهجمات من «فتح» واخرى مضادة من المجموعات المسلحة، واحتلال مواقع من هذه واسترداد أخرى من تلك. رصاص طاول سراي صيدا وطاول رصاص الاشتباكات في يومها السادس وللمرة الأولى منذ اندلاعها مبنى سراي صيدا الحكومي مخترقاً زجاج مكاتب المديرية الإقليمية لأمن الدولة في الجنوب، ما أدى إلى إصابة عنصرين من أمن الدولة بجروح طفيفة. وتفقد محافظ الجنوب منصور ضو والمدير الاقليمي لأمن الدولة في الجنوب العميد نواف الحسن المكان، قبل أن يطاول المزيد من الرصاص حرم السراي التي أقفلت دوائرها تحسباً وحفاظاً على سلامة الموظفين والمواطنين المتردديبن إليها. كما شلت الاشتباكات الحركة في مختلف المناطق والأحياء المواجهة للمخيم في مدينة صيدا وعلى طريق الحسبة المقابلة له، وبلغ تأثيرها السلبي أيضاً وسط المدينة التي شهدت أسواقها حركة خجولة. ووجه رئيس بلدية صيدا محمد السعودي نداء إلى المتقاتلين لوقف النار وحقن الدماء». وقال: «من المؤسف استمرار الأحداث الأمنية في المخيم، نسمع عن وقف لإطلاق النار لكن لا تمضي دقائق أو ساعات حتى تتجدد الاشتباكات. ما يحصل يتأذى منه أولاً أهل المخيم وثانياً أهل صيدا. وعندما يسمع الواحد أن في عين الحلوة توجد مشكلات حتى الذي في بيروت لا يأتي». ودعا المتقاتلين إلى «وقف سفك الدماء من دون طائل فلا رابح مما يجري والكل خاسر سواء أهل المخيم أو أهل صيدا أو القضية الفلسطينية. هناك مئة ألف فلسطيني في المخيم حالتهم بائسة أساساً وتزيد بؤساً بما يحصل من تقاتل نطلب من المتقاتلين حقن الدماء البريئة التي تسال في ظل تسبب الاشتباكات بالمزيد من الخسائر البشرية وفي الممتلكات». وعقد قبل الظهر اجتماع للقيادة السياسية للقوى الوطنية والإسلامية في منطقة صيدا خصص للبحث في سبل إرساء وقف دائم للنار بعد فشل محاولات سابقة لتثبيته. وانتهى الاجتماع إلى تشكيل لجنتين من المجتمعين توجهت إحداهما إلى حي الصفصاف للقاء ممثلين عن الشباب المسلم والوفد الآخر إلى مركز الأمن الوطني في البركسات للقاء قيادة حركة «فتح» والطلب إليهما وقفاً عاجلا للنار وسحب المسلحين تمهيداً لنشر قوة مشتركة كبيرة من الفصائل والقوى الإسلامية في حي الطيري وعلى محاور المواجهة. وترافق تحرك اللجنتين مع تهدئة غير معلنة شهدها المخيم إفساحاً في المجال أمام مساعي القيادة السياسية. لكن الأجواء بقيت تشير إلى تمسك كل من طرفي النزاع بشروط محددة للقبول بوقف ثابت ودائم للنار.