نددت فصائل فلسطينية ب «الفيتو الأميركي» ضد مشروع قرار يدين الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، ودعت الى وقف المفاوضات وإسقاط اتفاق أوسلو. ووصف الناطق باسم حركة «حماس» فوزي برهوم في بيان، «الفيتو» الأميركي بأنه «قرار تعسفي ومشين في حق الشعب الفلسطيني». ورأى أن «الفيتو يكشف حقيقة الدور الأميركي المعطل لحال الإجماع الدولي على عدم مشروعية الاستيطان والمستنكرة لوجوده، وحقيقة الدعم الأميركي الواضح لكل ما يرتكبه العدو الصهيوني في حق أبناء شعبنا». واعتبر أن القرار «مكافأة أميركية لحكومة الاحتلال على كل انتهاكاتها في حق الشعب الفلسطيني، وبالتالي يفضح الدور الأميركي المنحاز بالكامل للاحتلال الصهيوني، والمقوِّض الحقيقي لحقوق الشعب الفلسطيني». وقال إن «الإدارة الأميركية لم تكن في يوم من الأيام نزيهة في رعايتها لأي مشاريع تسوية أو عملية سلام». وأضاف أن «كل ذلك يتطلب من السلطة الفلسطينية أن يكون لديها موقف وطني إزاء كل ما يجري، بحيث يضمن انتهاء أشكال التفاوض كافة مع العدو الصهيوني والبدء بمرحلة جديدة في تقوية الجبهة الداخلية الفلسطينية ووحدة الشعب الفلسطيني في مواجهة كل التحديات». من جانبها، وصفت حركة «الجهاد الاسلامي» امس «الفيتو» بأنه «موقف منحاز من الإدارة الأميركية للعدو الصهيوني». واعتبر القيادي في الحركة خالد البطش في بيان القرار «دليلاً على أن أميركا شريك للاحتلال في كل الجرائم والاعتداءات، فضلاً عن كونه يعبر عن مدى الصلف الأميركي، وعدم احترام واشنطن شركائها في عملية التسوية السياسية، ورفضها حقوقنا المشروعة كفلسطينيين». ورأى أن القرار «يؤكد فشل ما يسمى عملية السلام من أصلها، وفشل المراهنين على الحل السياسي مع الكيان الصهيوني»، واصفاً القرار بأنه «تعسفي شكَّلَ لطمة في وجوه من يؤمنون بعملية التسوية ومن يراهنون على موقف أميركي غير منحاز». وطالب السلطة ب «مراجعة جادة وشاملة لنهجها وسياساتها، والتخلي التام والنهائي عن مسار التسوية العقيم الذي اعتبرته خيارها الأول والأخير في التعامل مع الاحتلال». ووصفت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» امس «الفيتو» بأنه «بمثابة إطلاق رصاصة الرحمة على مفاوضات ومسيرة اوسلو، وموت معلن لما يسمى عملية السلام، وانهيار شامل لصدقية ادارة (الرئيس بارك) اوباما وتخرصاتها عن الديموقراطية وحقوق الانسان والقانون الدولي والشرعية، وتنصُّل معيب ومهين وفاجر من مسؤولياتها السياسية والاخلاقية، وإذعان وانضواء صريح تحت راية اركان حكومة نتانياهو من غلاة التطرف والاستيطان والعنصرية». واعتبرت أن «هذا الموقف والسلوك الأميركي يجب أن يضع حداً الى الأبد لمراهنات القيادة المتنفذة في منظمة التحرير الفلسطينية وفريق اوسلو على الوعود والرعاية الأميركية وحلولها التفاوضية، الأمر الذي يتطلب الاعلان الرسمي عن فشل هذا المسار، ومصارحة أبناء شعبنا وقواه السياسية والاجتماعية بالحقيقة الكاملة والمراجعة الشاملة لمسيرة ونهج اوسلو والسياسات والإفرازات والالتزامات السياسية والقانونية والاقتصادية والأمنية التي قامت على أساسه». وطالبت «رأس» السلطة ب «تحمل مسؤولياته الوطنية، السياسية والاخلاقية... واطلاق حوار وطني يضع الأسس والقواعد السياسية والتنظيمية للخروج من نهج ومفاوضات العبث، واشتقاق استراتيجية سياسية بديلة وانتخاب قيادة وطنية موحدة في إطار ترتيب البيت الفلسطيني على أساس ديموقراطي». بدوره، استنكر عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة، عضو المكتب السياسي ل «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» تيسير خالد «الفيتو» الأميركي، ودعا في بيان إلى تنظيم «مسيرات غضب في الوطن والشتات ضد سياسة الإدارة الأميركية وانحيازها السافر للسياسة العدوانية التوسعية» لإسرائيل، من أجل «إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة والوقوف صفاً واحداً في مواجهة سياسة حكومة الاحتلال المعادية للسلام». مشعل لمراجعة الوضع الفلسطيني وفي دمشق (أ ف ب)، اعتبر رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل امس ان «الانحياز الأميركي والعجز الدولي خذلا المفاوض الفلسطيني مرات ومرات (...) كل هذا يفرض علينا مراجعة جذرية شاملة بكل العناوين والتفاصيل للواقع الفلسطيني». وقال لمناسبة افتتاح مركز عن التراث الفلسطيني في مخيم اليرموك في دمشق «ان المستجدات والمتغيرات المباركة من حولنا (في إشارة إلى ثورتي مصر وتونس) مع ما ذقناه من عنت الفشل والمراوحة في المكان وانسداد الأفق السياسي في الداخل الفلسطيني (...) يفرض علينا مراجعة شاملة للوضع الفلسطيني تتجاوز العناوين الجزئية التي يحاول البعض أن يغرقنا أو أن يحصرنا فيها». ولم يشر إلى طبيعة هذه المراجعة، إلا انه أضاف: «نضع نصب أعيننا كيف نقوم اليوم بهذه المراجعة وما هي ثمراتها وما هي خياراتها». وتابع: «في الأيام المقبلة لنا قول سنقوله ولنا فعل سنفعله ومبادرات سنقوم بها»، لافتاً إلى أن ذلك «سيكون قريباً بين أيدي شعبنا».