استبعد مدعي عام الجمهورية في مدينة مرسيليا جنوبفرنسا، كزافييه تارابو، دافع العمل الإرهابي في اقتحام شخص بشاحنة صغيرة (فان) من طراز «رينو ماستر» موقفين للباصات في المدينة صباح الإثنين، والذي أسفر عن مقتل امرأة وجرح آخر. وأشار المدعي العام إلى أن «التحقيق يتجه إلى فرضية الاضطراب النفسي لسائق الفان البالغ 35 من العمر، خصوصاً بعدما عثرنا معه على رسالة على صلة بمستشفى للطب النفسي». واندفعت الفان في اتجاه موقف للباصات في الدائرة الثالثة عشرة من المدينة، حيث أصيب شخص بجروح خطرة، ثم اقتحمت موقفاً آخر في الدائرة الحادية عشرة، وقتلت المرأة التي كانت تنتظر بمفردها في الموقف. وبعد دقائق اعترضت الشرطة ال «فان» في الميناء القديم للمدينة الواقعة على ساحل المتوسط، واعتقلت سائقها الذي أظهرت التحقيقات أنه لا يتحدر من المدينة وسبق أن ارتكب جنحاً». وكان ستة عسكريين أصيبوا مطلع الشهر الجاري في منطقة باريس، بعدما تعمدت سيارة قادها جزائري في ال36 من العمر صدمهم، فيما خلّف هجومان باستخدام سيارتين وتبناهما تنظيم «داعش» 15 قتيلاً وحوالى مئة جريح في مدينة برشلونة وبلدة كامبريلس في إسبانيا. في فنلندا، كشفت وثائق محكمة أن عبدالرحمن مشكاح البالغ 18 من العمر هو المشبوه في تنفيذه اعتداء بالطعن أسفر عن مقتل شخصين وجرح 8 في بلدة توركو (جنوب) الأسبوع الماضي، لكنها لم تحدد جنسيته على رغم أن الشرطة أفادت بأن المشبوه الذي استهدف طعن نساء في سوق البلدة هو طالب لجوء مغربي وصل إلى البلاد مطلع العام الماضي. والقتيلان هما امرأتان فنلنديتان ولدتا في 1951 و1986، كما أن ستة من الجرحى نساء إضافة إلى رجلين حاولا وقف المهاجم. ويحمل جرحى الجنسيات الإيطالية والسويدية والبريطانية. ويمثل مشكاح الذي أصابه شرطيون بطلق ناري في فخذه لدى اعتقاله بعد دقائق من الهجوم، أمام محكمة توركو اليوم عبر اتصال بالفيديو. وستطالب الشرطة المحكمة بإبقائه موقوفاً مع أربعة مواطنين من أصل مغربي اعتقلوا أثناء عمليات دهم استهدفت مبنى في توركو ومركزاً لإيواء اللاجئين بعد ساعات فقط من الاعتداء، علمواً أنهم ينفون تورطهم في الهجوم». ولم يتضح الدافع من الاعتداء، لكن وكالة الاستخبارات الفنلندية قالت إن «شرطة توركو تلقت بلاغات هذه السنة تفيد بأن مشكاح يُظهر اهتماماً بأفكار متطرفة، لكنها خلت من معلومات عن خطر شن اعتداء، علماً أن السلطات تلقت في السنوات الماضية أكثر من ألف بلاغ تشبه تلك المتعلقة بمشكاح». وزادت: «هدفنا هو التحقيق في كل البلاغات، ولكن يجب ترتيبها وفق الأولوية التي نعطيها لتلك التي تتحدث عن تهديد ملموس». وأفادت الوكالة بأنها تراقب حوالى 350 مشبوهاً بالإرهاب، بزيادة نسبتها 80 في المئة عن عام 2012، علماً أنها رفعت في حزيران (يونيو) مستوى التحذير الإرهابي من «منخفض» إلى «مرتفع»، وهي الدرجة الثانية على مقياس من أربع درجات. وبررت ذلك حينها بملاحظتها زيادة في أخطار شن عناصر من «داعش» هجوماً، مشيرة إلى أن مقاتلين أجانب من فنلندا «حصلوا على مراتب رفيعة في صفوف التنظيم، ولديهم شبكة واسعة من العلاقات معه». ودعا رئيس الوزراء الفنلندي يوها سيبيلا إلى الوحدة السياسية لتسريع المصادقة على تشريع جديد يوسع صلاحيات الاستخبارات. وقال: «لا يمكن أن نواصل النهج الحالي المعتمد في الحصول على معلومات عن الأشخاص الذين يحتمل أن يشكلوا خطراً على مواطنينا من الخارج، من دون أن نستطيع التحقيق في أمرهم في شكل كافٍ وفي الوقت المناسب». ويتوقع أن تحيل حكومة يمين الوسط الجديدة تشريعاتها لتوسيع صلاحيات الاستخبارات إلى البرلمان خلال الأشهر المقبلة تمهيداً لمنح أجهزة الاستخبارات حق مراقبة المواطنين عبر الإنترنت.