أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده وإيران ناقشتا تنفيذ عملية مشتركة ضد المسلحين الأكراد، فيما تحدثت طهران عن «اتفاقات» لكبح عبور «إرهابيين» الحدود، ورجّحت أن تدخل علاقات الجانبين «مرحلة جديدة». وكانت أنقرةوطهران أعلنتا الأسبوع الماضي اتفاقاً لتعزيز تعاونهما العسكري والأمني، بعد يوم على اختتام رئيس الأركان الإيراني الجنرال محمد باقري زيارة نادرة لتركيا دامت يومين، هي الأولى لقائد الجيش الإيراني منذ الثورة عام 1979. وخاضت تركيا معارك لعقود ضد «حزب العمال الكردستاني»، فيما حاربت قوات الأمن الإيرانية جناحه المعروف ب «حزب الحياة الحرة لكردستان– بيجاك»، علماً أن للتنظيمين قواعد خلفية في العراق. وقال أردوغان إن قادة جيشَي البلدين ناقشوا كيفية العمل ضد المسلحين الأكراد، مضيفاً: «التحرّك المشترك مع إيران ضد الجماعات الإرهابية التي باتت تشكّل تهديداً، مطروح دائماً على جدول الأعمال. نوقش الأمر بين قائدَي الجيشين، وناقشت أنا في شكل موسع كيف يمكن تنفيذ ذلك». وأضاف: «سيستمرّ العمل، إذ إن لحزب العمال الكردستاني الإرهابي موطئ قدم في إيران، ويؤذينا نحن وإيران. نعتقد بأن تعاون البلدين (سيتيح) التوصل إلى نتيجة في وقت أسرع. آمل بأن نحقق نجاحاً في هذا المجال». وأوردت صحيفة «توركيي» التركية أن طهران قدّمت، خلال زيارة رئيس الأركان الإيراني الجنرال محمد باقري إلى أنقرة الأسبوع الماضي، «اقتراحاً مفاجئاً» لبدء تعاون مشترك ضد المسلحين الأكراد في منطقتَي قنديل وسنجار شمال العراق. وأشارت إلى أن الاقتراح شكّل مفاجأة لأنقرة، إذ يشكو المسؤولون الأتراك منذ فترة طويلة من أن طهران تركت بلادهم تحارب بمفردها «الكردستاني». وقال باقري أمس إنه ناقش مع رئيس الأركان التركي الجنرال خلوصي أكار ملف الحدود بين البلدين وضرورة ضبطها، متحدثاً عن «تفاهمات واتفاقات جيدة في هذا الصدد» بين طهرانوأنقرة. وأضاف: «تحركات تركياوإيران تكمل واحدتهما الأخرى. توصلنا إلى اتفاقات جيدة لمنع مرور الإرهابيين على جانبَي الحدود، وفي شأن ملفات أمنية مشتركة». وأعلن أن أكار سيزور إيران قريباً. وكان الناطق باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي اعتبر أن زيارة باقري أنقرة «كانت فريدة، إذ لم يكن لدينا خلال السنوات ال40 الماضية تبادلاً للزيارات على هذا المستوى»، وتابع: «أُجرِيت محادثات مهمة جداً. يجب الامتناع عن الحديث كثيراً عن الزيارة، إذ ستشاهدون مستقبلاً تأثيرها الإيجابي ثنائياً وإقليمياً». ورأى أن الزيارة «شكّلت قفزة نوعية وخطوة تكاملية في علاقات البلدين، ستنقل علاقاتهما إلى مرحلة جديدة».