أدى سقوط نظام الرئيس المصري محمد حسني مبارك إلى فتح ملفات الفساد في عدد من المجالات بمصر ومن بينها الرياضة إذ طالب عدد من الرياضيين بمعاقبة المتورطين في إهدار المال العام . يقول لاعب الاسماعيلي ومنتخب مصر والمرشح السابق لمنصب رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم أسامة خليل إنه حان قطف رؤوس الفساد بالرياضة بعد نجاح ثورة 25 يناير في إجبار الرئيس مبارك على التنحي عن منصبه، ومن قبله التحقيق مع مسؤولين ووزراء سابقين في تهم التربح من مناصبهم، مشيراً إلى أن ميزان العدالة لا بد وأن يعود إلى الاتزان. وأضاف خليل في تصريح ل«الحياة»: «على رغم أن رئيس الاتحاد المصري سمير زاهر متورط في أكثر من قضية منها إصدار شيكات من دون رصيد وإهدار للمال العام داخل الاتحاد، فضلاً عن مجاملة شخصيات بتعيينات غير مستحقة، بالإضافة لتورطه في مشاكل العلاج على نفقة الدولة، إلا أن كل هذه الاتهامات كانت تطوى في الأدراج بفعل فاعل، بل المصيبة أنه يصبح في النهاية حسن السمعة لأنه كان يرتكز على مجموعة من أهم عناصر نظام مبارك». وتابع خليل: «الأمر الآن سوف يختلف بعد سقوط رموز الفساد، وكنت تلقيت تهديداً أكثر من مرة بالقتل حتى أتنازل عن بلاغاتي ضد زاهر، ولكن بعد نجاح الثورة سوف أعود وأقاضيه على فساده». وواصل خليل حديثه قائلاً :«حاربت على مدى سنين داخل أروقة المحاكم المصرية تفشي الفساد بالاتحاد المصري، وأخذت أحكام لصالح الرياضة المصرية، ولكن في نهاية المطاف استطاعت قوى الفساد والتعتيم على الموضوعات إنهاء الأمر لصالح الفاسدين، ولكن الآن الأمر سوف يختلف كثيرًا، ولذلك فأنا وكثير من الرياضيين والصحافيين الشرفاء سوف نقوم بتقديم ما لدينا من مستندات كثيرة تحوي مخالفات عدة، ونأمل محاكمة هؤلاء الفاسدين لأن الإصلاح المجتمعي الحقيقي قادم، والوقت حان لإظهار الحقائق». وأشار خليل إلى أن حصول مصر على بطولة أمم أفريقيا لكرة القدم ثلاث مرات متتالية تستر على استمرار الفساد وإهدار المال العام والتخبط الواضح في المنظومة الكروية، مستشهداً بقوله: «على رغم نجاح المنتخب المصري في التربع على عرش الكرة الأفريقية 6 سنوات إلا أن الاتحاد المصري لم يستطع حتى الآن تطبيق دوري المحترفين، ووقَع الاتحاد في أكثر من مأزق لعدم قدرته على وضع لوائح تتفق مع لوائح الاتحاد الدولي (الفيفا)، ما يدل علي غياب المصداقية وبلورة القوانين وفق أهواء المسؤولين». واتهم أسامة خليل اتحاد الكرة ب«تعمية» الجماهير عن أخطاءه، وضرب مثالاً بمجلة الاتحاد التي لا يراها أي إعلامي، ولا تصل للقراء وكأنها تصدر سريًا، مؤكداً أنها أنفقت أكثر من 120 ألف جنيه من الميزانية العمومية للاتحاد، مشدداً على أن الجميع يعلم أن إصدار المجلة كان مجاملةً لبعض الصحافيين المساندين للاتحاد الذين يطبلون ويهللون لمسؤوليه، والجميع يعرفهم بالاسم وسوف يتم محاسبتهم أيضًا. وبالنسبة للخلاف المصري الجزائري عقب مباراة أم درمان الشهيرة قال خليل: «الأزمة كشفت لنا مدى خواء منظومة الإعلام المصري، بدليل أننا لم نعرف كيف ندافع عن قضايانا بأسلوب حضاري، وهو ما نجح فيه الإعلام الجزائري الذي صور لنا أعضاء الاتحاد المصري على أنهم مجموعة من الجهلة والفاسدين، وللأسف الشديد فعاطفة المصري جياشة، لذلك انزلقنا إلى المهاترات مع الإعلام الفاسد، وتم شحن الشعب المصري تجاه شقيقه الجزائري، وفي النهاية استطاع الاتحاد الجزائري أن يثبت لدى الاتحاد الدولي (الفيفا) حجم الظلم الذي وقع عليه في مباراة القاهرة وجاءت العقوبات في صالح الجزائر». وانتقد خليل بعض لاعبي كرة القدم المصرية، مشيراً إلى أنهم ساروا على نهج الاتحاد، واستغلوا فساد المنظومة فأصبحت نظريتهم مادية و لذلك تورط عدد منهم في الهتاف ضد شباب الثورة، مواصلاً: «أحاول ترتيب أوراقي مرة أخرى حتى أتقدم للنائب العام ببلاغ يشمل كل رؤوس الفساد». وزاد: «معي أوراق صادرة من الاتحاد المصري لكرة القدم تحمل عنوان التقرير المالي، وهي مليئة بالأرقام المفزعة التي تكشف الفساد المالي وخراب ذمم مسؤولي الاتحاد، بدءاً من رئيسه سمير زاهر، كما أن المفاجأة هي أن المراقب المالي أكد أنه طالب بتفسيرات لبعض الأرقام المبالغ فيها من دون أن يلقى أي استجابة، وباستعراض بعض هذه الأرقام والمبالغ سنجد أن مصروفات المدير الفني لمنتخبي الشباب السابق التشيخي ميروسلاف سكوب بلغت 1.2 مليون جنيه في السنة قبل الماضية ولم تحدد كلمة « مصروفات» هل هي «شخصية» أم تشمل راتبه ومقدم العقد وباقي حاجاته، وهنا المعنى مطاطي ويفتقر للشفافية، أيضاً مصروفات فريق كرة القدم النسائي الذي تشرف عليه سحر الهواري بلغت 130 ألف جنيه، على رغم أنه لا يوجد أي نشاط لهذا الفريق، ومصروفات الكرة الخماسية 784 ألف جنيه ولم نسمع عن مباراة واحدة لهذا المنتخب، ومصروفات منتخب الكرة الشاطئية الذي يشرف عليه حازم الهواري134 ألف جنيه، أي حول زاهر الاتحاد إلى عزبة لعائلة الهواري، بخلاف آلاف الجنيهات المدونة في التقرير والتي تدين زاهر ورجاله وستجعلهم تحت مقصلة العقاب القانوني لا محالة، فهناك ملاحظات من الجهات الإدارية على اتحاد الكرة وكذلك على سجلاته المالية، كما اتهم نجل سمير زاهر بالتربح أيضاً من نفوذ والده في أعماله الخاصة، وأيضا لدي مستندات تكشف إهدار الملايين في الاتحاد، من بينها بيع رمال مشروع الهدف لمدينة 6 أكتوبر بمبلغ مليون و900 ألف جنيه من دون ضم المبلغ لخزينة الاتحاد، كما حصل زاهر على إعلانات من محمد روراوة قبل مباراة مصر والجزائر التي أقيمت بالقاهرة في تصفيات المونديال السابق وباعها بالأمر المباشر لعضو الاتحاد المصري حازم الهواري، وهذه الصفقة هي مصدر ضعف زاهر في مواجهة روراوة، وصرف الاتحاد المصري 35 ألف جنيه لعلاج والدة اللاعب الدولي حسنى عبد ربه من دون إيصال رسمي أو توجيه الشيك للمستشفى وحصل عبد ربه على المبلغ في يده دون أي مستند، ولدي عشرات المخالفات الأخرى، فحجم المكافآت للمحاسيب وأهل الثقة من واقع الدفاتر تصل إلى نصف مليون شهرياً تحت بند الأجور، وهناك تجاوز صارخ في مجلة اتحاد الكرة التي تصدر في 5 آلاف نسخة، وتكلف خزانة الاتحاد آلاف الجنيهات ثم توضع في المخازن إذ لا تجد من يشتريها ولكنها تصدر مجاملة لبعض الصحافيين الذي يتقاضون آلاف الجنيهات من أجل تسخير أقلامهم للدفاع عن الاتحاد وسياسية زاهر». من جانبه، طالب مدير الكرة بالزمالك إبراهيم حسن المسؤولين بضرورة فتح تحقيق مع وكالة الأهرام للإعلان، متهمًا الوكالة بتمويل صفقات لاعبي الأهلي من أموال الشعب، وقال إنه يجب محاسبة المسؤولين عن الوكالة لأنها تصرف على صفقات الأهلي من الأموال المملوكة للدولة. تأتي تصريحات مدير الكرة في ظل الأزمة المالية التي يشهدها النادي «الأبيض» في الفترة الحالية، ومطالبة عمال النادي وموظفيه بصرف رواتبهم، إضافة إلى الركود الاقتصادي الذي تشهده البلاد منذ اندلاع ثورة 25 يناير، وأضاف حسن : «لا يصح استخدام أموال الدولة لمصالح الأهلي ودفع مبالغ طائلة للاعبين». مشيرًا إلى أن رئيس الأهلي حسن حمدي يستغل منصبه في رئاسة الوكالة لضخ مبالغ كبيرة في خزينة النادي للصرف على صفقات اللاعبين.