برز موقفان كرديان من الاستفتاء على الانفصال عن العراق، الأول متشدد عبر عنه رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني الذي أصر على إجرائه في أيلول (سبتمبر) المقبل، والثاني أكثر مرونة عبر عنه رئيس المكتب السياسي في حزب «الاتحاد الوطني»، بزعامة جلال طالباني، ملا بختيار الذي ربط تأجيله بتقديم بغداد عدد من التنازلات، فيما واصل الوفد الكردي اجتماعاته مع القوى السياسية في بغداد. وقال بارزاني في بيان، عقب لقائه الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية عصام عرابي إن «الحكومات العراقية المتعاقبة تجاوزت مبدأ الشراكة في كل المراحل التي مر بها العراق». وأضاف أن «شعب كردستان ملَّ تكرار التجارب الفاشلة لذلك قرر إجراء الاستفتاء والمضي قدماً صوب الاستقلال»، وأكد أن «الأسباب التي أدت الى ظهور إرهابيي داعش ما زالت مستمرة وتهدد بظهور تنظيمات إرهابية أخرى وأنماط أخرى للإرهاب»، وشدد على ضرورة «العمل المشترك لتجفيف مصادر الإرهاب والقضاء عليه». ونقل البيان عن عرابي إشادته ب «نضال وتضحيات شعب كردستان في الحرب على الإرهاب والوقوف في وجه الظلم والاستبداد»، مبدياً «إعجابه بمدى التطور والتعايش السلمي في إقليم كردستان». إلى ذلك (رويترز)، قال بختيار إن وفداً كردياً يزور بغداد للإطلاع على اقتراحات زعماء عراقيين قد تقنع الأكراد بتأجيل التصويت. وتتخوف الولاياتالمتحدة ودول غربية أخرى من أن يشعل الاستفتاء صراعاً جديداً مع العراق وربما دول مجاورة ويصرف الانتباه عن الحرب الدائرة ضد «داعش». وطلب وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون رسمياً من بارزاني تأجيله. وقال بختيار إن على بغداد أن تكون «مستعدة لمساعدة الأكراد على تخطي أزمة مالية وتسوية ديون مستحقة على حكومتهم» مقابل تأجيل الاستفتاء. وقدر حجم تلك الديون بين عشرة و12 بليون دولار مستحقة لمقاولين نفذوا أشغالاً عامة وموظفين حكوميين ومقاتلين من «البيشمركة» لم تصرف رواتبهم كاملة منذ شهور. وتابع: «على الحكومة الاتحادية الموافقة على تسوية المناطق المتنازع عليها مثل كركوك». وتابع أن الوفد الكردي سينقل الاقتراحات التي يحصل عليها إلى الأحزاب الكردية لاتخاذ قرار في ما إذا كانت كافية لتبرر تأجيل التصويت، مشدداً على «الاحتفاظ بحق إجراء الاستفتاء في موعد لاحق إذا تم التأجيل». وقال: «نحن لا نقبل أن يطرح علينا التأجيل من دون بديل». وقال القيادي في «التحالف الوطني» النائب عباس البياتي ل «الحياة» إن الوفد الكردي «عقد اجتماعاً مع مسؤولي التحالف وتم استعراض المشكلات وآليات حلها على أساس الدستور وعرض الوفد الكردي وجهة نظره في الاستفتاء والمشكلات العالقة بين بغداد وأربيل، وتم الاتفاق على إعداد ورقة مشتركة ووضع خريطة طريق لحل المشكلات». وشدد على أن «هذه الورقة لا تتضمن بأي حال من الأحوال الموافقة على الاستفتاء، إنما هي عبارة عن آليات وخطوات ورؤيا لحل المشكلات وفق الدستور، وهذه الرؤيا تمت بين الوفد الكردي وقيادات من التحالف الوطني». وعن زيارة الوفد الكردي محافظة النجف للقاء المرجعية الدينية قال إن «جدول لقاءات الوفد يتضمن لقاء شخصيات ومرجعيات في النجف، لكن لن يسمع في النجف كلاماً مغايراً عما سمعه في بغداد، لأن رأي بغداد والنجف متطابقان بضرورة اللجوء إلى الحوار لحل المشكلات».