أعلن قائد شرطة اقليم كاتالونيا أمس، أنها لا تعرف اذا كان المشبوه الذي دهس المارة بشاحنته في اعتداء دام في برشلونة لا يزال في إسبانيا. وقال جوزيف لويس ترابيرو للصحافيين: «لو علمنا أنه في إسبانيا وأين مكانه لكنا طاردناه. لا نعرف أين هو». ولم يستبعد أن يكون تسلل الى فرنسا. وكانت الشرطة أعلنت أنها بدأت عملية مطاردة واسعة بحثاً عن يونس أبو يعقوب (22 سنة) الذي قاد وفق وسائل الاعلام، الشاحنة الصغيرة بسرعة جنونية الخميس في جادة لاس رامبلاس ودهس المارة. وأكد ترابيرو أن الخلية المسؤولة عن اعتداءي إسبانيا حضرت «لتفجير أو اكثر» في برشلونة عبر 120 إسطوانة غاز عثر عليها في منزل في منطقة ألكانار، على بعد 200 كلم نحو جنوب غربي البلاد. وقال: «بدأنا نرى بوضوح المكان الذي تُحضر فيه المتفجرات لتنفيذ اعتداء أو أكثر في مدينة برشلونة». وكان منفذو أعنف هجوم تشهده إسبانيا منذ أكثر من عشر سنوات يذهبون إلى المدرسة ويلعبون كرة القدم معاً ولا يرتادون المسجد المحلي لأداء الصلاة بل يترددون على الحانات. وقال جيران تابعوا نشأتهم في بلدة ريبوي الجبلية الهادئة إنهم لم تبد عليهم أي علامات على التطرف. وتقع ريبول عند سفح جبال البرانس وتحيط بها غابات على التلال. واعتاد أحد أصغرهم عمراً وهو موسى أوكبير (17 سنة) مساعدة أحد الجيران في التخلص من القمامة. وقال علي ياسين رئيس الجمعية الإسلامية في ريبول: «كانوا شباباً عاديين. لم ينتظموا في الصلاة كثيراً. لم نظن قط أن هذا يمكن أن يحدث. لو لاحظت أمراً غريباً لكنت أول من يتصل بالشرطة». وكاتالونيا بؤرة للإسلاميين المتشددين من قبل وقوع هجوم برشلونة فقد فاق عدد المتشددين الذين اعتقلوا هناك عددهم في أي منطقة أخرى في إسبانيا. لكن ثمانية على الأقل من المشتبه بهم في ريبول، التي تقع على مسافة ساعتين بالسيارة من برشلونة، لم يلفتوا الانتباه وقالت الشرطة إن السلطات لم تضع أياً منهم تحت المراقبة. وهناك قاسم مشترك آخر في حياة منفذي الهجوم وهو صلتهم بإمام محلي يدعى عبدالباقي السطي الذي قال مالك المسكن الذي كان يعيش فيه إنه ترك ريبول قبل يومين من الهجوم. ويركز المحققون على فرضية أن عبدالباقي السعدي وهو إمام بلدة ريبول دفع الشبان الذين يعتقد انهم منفذو الاعتداءين الى التطرف. وقال نور الدين الذي يقيم مع السعدي في منزله ورفض ذكر اسم عائلته، أن الشرطة قامت بتفتيش منزلهما السبت. ونقلت وسائل الإعلام الإسبانية عن مصادر في الشرطة أن رجال الأمن كانوا يريدون الحصول على عينات للحمض النووي ومقارنتها بالبقايا التي عثر عليها في منزل وقع فيه انفجار في ألكنار وقد تكون لثلاثة رجال. ويعتقد المحققون أن منفذي الهجومين كانوا يعدون لاعتداء واسع لكن انفجار ترسانتهم عرضاً دفعهم الى القيام بعمليات أقل تعقيداً. وذكرت وسائل الإعلام أن عبدالباقي السعدي سجن لارتكابه جنحاً صغيرة من قبل. ونقلت صحيفتا «البايس» و «الموندو» عن مصادر في جهاز مكافحة الارهاب انه التقى في السجن الذي خرج منه في كانون الثاني (يناير) 2012، سجناء على علاقة باعتداءات آذار (مارس) 2004 التي أدت الى مقتل 191 شخصاً في قطارات للضواحي في مدريد. في اليوم الثالث من الحداد الوطني، شارك أهالي برشلونة في قداس في كاتدرائية ساغرادا فاميليا (العائلة المقدسة) تكريماً لضحايا الاعتداءين اللذين اوقعا 14 قتيلاً وأكثر من 120 جريحاً وتحاول برشلونة العودة الى الحياة الطبيعية مع استئناف مباريات كرة القدم في أول مواجهة في هذا الموسم بين نادي «برشلونة» و «ريال بتيس اشبيليا» في ستاد كامب نو وسط اجراءات امنية مشددة.وتقرر الوقوف دقيقة صمت على أرواح ضحايا الاعتداءين بينما يرتدي لاعبو برشلونة قمصاناً كتب عليها اسم المدينة بدلاً من اسمائهم وسيضعون شارات سوداً تعبيراً عن الحزن.