حذرت رئيس قسم التوعية الصحية في صحة جدة الدكتورة منيرة بالأحمر من الأمراض الكثيرة التي تنقلها الفئران للإنسان، من خلال تناول المواد الغذائية الملوثة بفضلات «الفئران» أو من طريق استنشاق الهواء الملوث بذرات الغبار التي تحمل مخلفات الفئران، وكذلك عبر الكائنات الحية الوسيطة كالقمل والبراغيث التي تمتص دماء الفئران والإنسان. وأوضحت بالأحمر في حديث إلى «الحياة» أن الفئران تنقل للإنسان أمراضاً خطرة مثل: «الطاعون والحمى النزفية والتولاريميا واللشمانيا، إضافة إلى التهاب السحايا والمشيمية الخلوي اللمفي، والأخير مرض فيروسي يصيب فئران البيوت»، مضيفة «إن من أهم الأمراض التي تسببها الفئران «السالمونيلا»، وهو مرض بكتيري يحدث من طريق تناول غذاء ملوث ببكتيريا السالمونيلا التي تعتبر من مسببات التسمم الغذائي الذي قد تكون الإصابة به مميتة، وهي تنتقل من الفضلات التي تضعها القوارض في الحقول والمخازن وغيرها». وتحدثت عن الغموض الذي كان يكتنف علاقة الفئران بمرض «الخلوي اللمفي»، إذ «لم تكتشف علاقة الفأر بهذا المرض إلا منذ وقت قريب بعد أن عزلت فيروسات من أحشاء فأر البيت فوجد أن 50 في المئة من مسببات المرض تصل من طريق فئران البيت»، أما أعراضه ففصلتها قائلة: «يبدأ المرض بأعراض تشبه أعراض الأنفلونزا، ثم يتطور بعد أيام عدة فتبدو على المريض حالات عدم اتزان في ردود فعله والخمول (النعاس)، وأحيانا الشلل»، مضيفة «يُشفى أكثر المرضى بعد أسابيع عدة من إصاباتهم»، إلا أن «بعض الإصابات تكون مميتة». ومن الأمراض التي تنقلها الفئران أيضاً بحسب بالأحمر «التهاب الكبد المعدي الذي يصيب الإنسان والقوارض والمواشي والكلاب»، موضحةً أن «ميكروب هذا المرض يعيش في كلى الفئران ويطرح مع الإدرار (البول)، فيصاب الإنسان عند ملامسته للماء (أثناء السباحة مثلاً) في مناطق ينتشر فيها، أو من خلال غبار المخازن التي تقطنها الفئران المصابة، أو تناول أغذية مرت عليها الفئران». وقالت إن من أعراض هذا المرض «الحمى والقشعريرة وآلام الجسم والتقيؤ»، لافتةً إلى أعراض أخرى غير مباشرة مثل «اليرقان والتهاب السحايا وأنزفة الجلد المخاطية». أما حول طرق الوقاية من الأمراض التي تسببها الفئران، فشددت بالأحمر على ضرورة «سد ثقوب الجدران والأرضيات والأسقف وتغطية فتحات أنابيب الصرف الصحي بشبكة من الأسلاك المعدنية، إضافة إلى ضرورة تنظيف الزوايا والثقوب داخل المنازل بشكل جيد». وزادت: «كما يجب تخزين الغلال في مخازن مقاومة للفئران، والتخلص من بقايا الطعام بشكل صحي سليم (بدفنها في التربة أو حرقها)»، إلى جانب إحكام أغطية صناديق القمامة وتنظيفها باستمرار، ومكافحتها بمصائد الفئران المعروفة واستخدام الطعوم السامة ومبيدات الفئران»، مؤكدة في الوقت ذاته أن «التخلص من القوارض يتطلب اليقظة الفردية والتعاون بين الأسرة والمجتمع. وكرر وكيل وزارة الصحة للطب الوقائي الدكتور زياد ميمش في حديث إلى «الحياة» نداء بالأحمر التحذيري من مخاطر الفئران على الصحة، مضيفاً إلى قائمة الأمراض الخطرة التي تنقلها تلك القوارض «الطاعون والتيفوس»، اللذين ينتقلان عبر «البراغيث» التي تعيش على جسم القارض». وزاد: «من الأمراض أيضاً ضيق التنفس والغثيان، وينتقلان إلى الإنسان عند التلامس مع الفأر المصاب»، مضيفا «كذلك مرض حمى عضة الفأر الذي ينتقل حين عض الفأر للإنسان مباشرة وينقل الكثير من البكتيريا».