كانبيرا، موسكو، كابول، إسلام آباد - يو بي آي، موسكو، أ ف ب - حض الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي أمس، أستراليا والدول الغربية على سحب قواتها من أفغانستان. وقال في كلمة ألقاها خلال زيارته الجامعة الوطنية الأسترالية بالعاصمة كانبيرا: «أدعو القوات التي جاءت إلى أفغانستان من الجانب الآخر من العالم إلى الرحيل وترك الأفغان وشأنهم، لأنهم سيكونون على ما يرام بمفردهم». وشبه خاتمي القوات الأجنبية في هذا البلد ب «شخص دميم يرزق بطفل ويفشل في إيقاف بكائه، فيأتي شخص ويقول له ان سبب بكاء الطفل هو وجهه القبيح، يجب أن يتركه وشأنه ليتوقف عن البكاء». وقال الرئيس السابق الذي يزور أستراليا بدعوة من جامعة «لا تروب» في ملبورن لتعزيز الحوار بين بلاده والغرب: لم يسبق أن كانت الظروف مواتية للحوار أكثر من اليوم»، محذراً من أي مقاربة للحوار ترتكز على الفوقية. في غضون ذلك، صرح نائب وزير الخارجية الروسي اليكسي بورودافكين بأن بلاده تساند فكرة محاورة الحكومة الأفغانية عناصر معتدلة في حركة «طالبان». وقال: «إذا رأت القيادة في أفغانستان ان إجراء اتصالات مع الجناح المعتدل في طالبان ضروري، فلن تعارض روسيا ذلك شرط ان يلقوا أسلحتهم ويعترفوا بالدستور وبسلطة الحكومة، ويقطعوا علاقاتهم مع تنظيم القاعدة». وكان الرئيس الاميركي باراك أوباما رحب في السابع من الشهر الجاري بفكرة الاتصال بعناصر معتدلة في «طالبان»، بعدما بلغ العنف أعلى مستوياته منذ ان أطاحت قوات قادتها بلاده نظام الحركة نهاية عام 2001. ميدانياً، قتل ثمانية مدنيين وجرح تسعة آخرون في تفجير قنبلة زرعت على جانب طريق لدى مرور حافلتهم في مدينة خوست (شرق) المحاذية للحدود مع باكستان، حيث ينشط المتشددون بقوة. وأردى جنود قوات الحلف الأطلسي بالرصاص مزارعين اثنين خلال تنفيذهما عملية ري أرض ليلاً في مدينة خوست أيضاً، علماً ان خلافاً نشب أخيراً بين الجيش الاميركي وكابول في شأن سقوط خمسة أفغان في غارة اميركية شنت في ولاية قندوز (شمال) الأسبوع الماضي. وأوضح مسؤولون ان القتلى ليسوا مسلحين بل موظفون لدى رئيس بلدية بالإقليم، فيما أكد الجيش الاميركي ان معلومات استخباراتية مفصلة قادت جنوده الى مجمع، وانهم ردوا على اطلاق نيران معادية. ويؤكد الرئيس الأفغاني حميد كارزاي ان الخسائر في صفوف المدنيين تشكل السبب الرئيسي للتوتر بينه وبين حلفائه الغربيين الذين ينشرون حوالى 70 ألف جندي في أفغانستان في مواجهة متمردي «طالبان». وتقول الأممالمتحدة ان أكثر من 2100 مدني قتلوا في أفغانستان العام الماضي، بزيادة 40 في المئة عن العام 2007، وان نحو ربع هذا العدد سقط بنيران القوات الدولية. وفي باكستان، قتل ستة أشخاص في غارة يشتبه بان طائرة استطلاع أميركية تعمل من دون طيار نفذتها في إقليمجنوب وزيرستان (شمال غربي) المحاذي للحدود مع أفغانستان. وكشف مسؤولون ان الصاروخ سقط على مجمع في منطقة ماكين التي تعتبر معقل مسلحين يشتبه بانهم أفغان وباكستانيون. وسقط شخص وجرح سبعة آخرون بينهم شرطيان في اشتباك اندلع بين الشرطة ومئات من الباكستانيين الذي شردهم العنف في مناطق القبائل (شمال غربي). وصرح المسؤول في الشرطة راشد خان بأن حوالى ألفي شخص خرجوا من مخيم يقيمون فيه قرب مدينة نوشيرا للاحتجاج على الحالة السيئة لمرافق مخيم غالوزاي الذين يقيمون فيه منذ ان شنت القوات الباكستانية عملية عسكرية واسعة لتطهير إقليم باجور من مسلحي «طالبان» و «القاعدة» في آب (أغسطس) الماضي. وأشار الى ان المحتجين أوقفوا حركة المرور في الشارع الرئيسي، ثم رشقوا قوات الأمن بحجارة واحتجزوا ثلاثة منهم بعدما فتحوا النار عليهم، «ما دفع الشرطة الى اطلاق غاز مسيل للدموع وفتح النار في الهواء لتفريق المحتجين». ويعيش في مخيم غالوزاي حوالى ستة آلاف عائلة، أي حوالى 30 ألف شخص شردوا من اقليم باجور منذ ان شنت القوات الباكستانية عملية عسكرية واسعة لتطهير المنطقة من مسلحي «طالبان» و «القاعدة» في آب (أغسطس) الماضي.