استمرت أمس المعارك بين القوات النظامية والموالين لها من جانب، ومقاتلي «جيش أحرار العشائر» و «جيش أسود الشرقية ومقاتلين آخرين من الفصائل من جهة أخرى، على محاور في الريف الشمالي الشرقي للسويداء، بالقرب من الحدود السورية– الأردنية. وكان «جيش أحرار العشائر» المنضوي في «الجيش الحر» اطلق معركة تحت اسم «رد الكرامة» لاستعادة مواقع انسحب منها أخيراً لمصلحة القوات النظامية السورية والميليشيات المساندة لها على الحدود مع الأردن. وذكر موقع «الدرر الشامية» أمس أن ال «جيش» أكد أن مقاتليه تمكنوا من استعادة السيطرة على مساحات واسعة في بادية السويداء بالقرب من منطقة «أم شرشوح» جنوب غربي مخيم «الحدلات» للنازحين، إضافةً إلى أسر 15 عنصراً من قوات الأسد بينهم ضابطان وقَتْل وجَرْح كثر من العناصر. وتزامنت الاشتباكات مع غارات جوية كثيفة من طيران الأسد وقصف بالمدفعية الثقيلة في محاولة لوقف تقدم عناصر ال «جيش». وكان «جيش أحرار العشائر» بقيادة راكان الخضير انسحب من مواقعه بريف السويداء الشرقي في التاسع من شهر آب (أغسطس) الجاري. وقال مدير المكتب الإعلامي للفصيل، محمد عدنان أمس، أن الانسحاب السابق من المنطقة جاء نتيجة «شراسة الهجمة، واستخدام سياسة الأرض المحروقة، والتي شكلت ضغطاً كبيراً علينا». وأضاف في تصريح إلى موقع «عنب بلدي» الإخباري، أن استعادة النقاط هي من أولويات «أحرار العشائر» وتم التخطيط في الأيام الماضية على أعلى المستويات من جانب قيادة «الجيش» السياسية والعسكرية. ولم تعلّق قيادة القوات النظامية السورية على المجريات الميدانية على الحدود مع الأردن، إلا أنها أحرزت في الأيام القليلة الماضية تقدماً واسعاً على الحدود، ودخلت الشريط الحدودي مع ريف دمشقالجنوبي الشرقي، بعد السيطرة الكاملة على المناطق الحدودية مع السويداء. وأوضح عدنان أن «النتائج الأولية جيدة جداً، وقد سقط كثر من القتلى والأسرى للميليشيات، ونتقدم حالياً بوتيرة جيدة ونتحفظ عن ذكر النقاط التي تقدمنا إليها لسلامة قواتنا». وكانت مصادر من «الجيش الحر» (طلبت عدم ذكر اسمها) أكدت ل «عنب بلدي» أن «جيش أحرار العشائر انسحب من المنطقة الحدودية بعد تلقي أوامر وتوجيهات عسكرية من الحكومة الأردنية». وقالت المصادر أن عمليات الفصيل اقتصرت منذ مطلع حزيران (يونيو) الماضي على محيط نقاطه في ريف السويداء فقط وعلى الحدود الأردنية، من دون أي تنسيق مع فصائل «الجيش الحر» العاملة في المنطقة. وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، قال قبل بضعة أيام أنه «تتم متابعة تقارير سيطرة النظام السوري على الحدود، ولا نستطيع أن نستند إليها»، مشيراً إلى «اجتماع مهم بخصوص هذا الموضوع». وأردف أن «فتح الحدود السورية- الأردنية مصلحة مشتركة لسورية والأردن، ونريد أن نكون متأكدين من أن الأمور الأمنية تسير بالاتجاه الصحيح في سورية، ليس فقط عند المعبر، وإنما الطريق الدولية في ما بعد المعبر، أيضاً».