كشف تقرير وثائقي تلفزيوني إماراتي جديد عن تحول الدوحة إلى «مركز تدريب» على العبث بأمنها واستقرارها ضمن ملف جديد من «ملفات قطر في دعم الإرهاب». وأورد التقرير المتلفز - الذي امتد نحو نصف الساعة - اعترافات عيسى خليفة السويدي، أحد الأعضاء السابقين في تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي، عضو ما يسمى «مجلس شورى» الجماعة كشاهد عيان على دعم الدوحة للإرهاب. وكشفت اعترافاته عن تبني الدوحة «منظمات مشبوهة» لها ارتباطات مباشرة وغير مباشرة بأخرى دولية، تعمل على تدريب الشباب - ومنهم إماراتيون - على زعزعة استقرار وأمن دولهم، وإتاحتها لأعضاء «التنظيم السري» في جماعة الإخوان الإرهابية الهاربين حضور دورات وملتقيات على أرضها. وبث التقرير مداخلة بالصوت والصورة - لإحدى عضوات «التنظيم السري» للجماعة الإرهابية وهي هاربة من الإمارات خلال إحدى هذه الدورات، وهي تحرض على دولة الإمارات ورموزها، داعية إلى دعم ما سمَّته تغيير النظام في الإمارات أو إسقاطه. وجزم السويدي بأن وصول «الفارين من الإمارات» إلى الدوحة لم يكن أمراً عشوائياً، بل تم عبر «خطة للطوارئ، حيث استقر بعضهم هناك». وعرّج العضو السابق في «التنظيم الإرهابي» على القطري المدعو محمود الجيدة، الذي مثل إحدى أذرع قطر لتوفير الدعم المادي والمعنوي لأعضاء التنظيم الهاربين إلى الدوحة، مفنداً ادعاءاته بتعرضه للتعذيب خلال قضائه فترة عقوبته في الإمارات، وأكد أنه كان يتلقى خدمات ممتازة ويتواصل مع أهله وذويه، وأتيح له استقبال السفير القطري لدى الإمارات. وكان «الجيدة» دين في قضية «التنظيم السري»، وحكم عليه بالسجن 7 سنوات والإبعاد عن الإمارات بعد قضاء فترة العقوبة، وصدر قرار بالعفو عنه وإبعاده، غير أنه زعم - عقب وصوله إلى الدوحة - أنه تعرض لمضايقات وحرم من زيارة أقاربه. كما تحدث السويدي - المدان بالسجن 10 أعوام في قضية التنظيم السري - عن رحلة انضمامه للتنظيم الإرهابي في 1989، حيث أدى «البيعة»، وتدرج في رحلة السقوط حتى نال عضوية ما يسمى «مجلس شورى التنظيم»، موضحاً أن عمل «الجماعة» مبني على السرية والكتمان، ويتفرع إلى لجان تربوية واجتماعية وإعلامية وعناصر من النساء والشباب. وكشف عن الموازنة التي كانت مرصودة للتنظيم الإرهابي، الممولة من اشتراكات أعضائه والتبرعات والهبات، إضافة إلى امتلاك «الجماعة الإرهابية» استثمارات عقارية وشركات وأسهماً، واصفاً «جمعية الإصلاح»، المنحلة بحكم القانون، بأنها كانت الواجهة الأكبر للتنظيم في الإمارات. وكشف السويدي - عمل في قطاع التعليم بقطر منذ 2009 - عن أحد ملامح المكر في استقطاب «التنظيم الإرهابي» لأعضائه، موضحاً أنه - وإن كان يعمل على استقطاب أفراد المجتمع بالمستويات كافة - إلا أن هناك ما يسمى «الاستقطاب النوعي»، الذي يركز على خصوصية بعض الفئات، ومنها أبناء المسؤولين والتجار ووجهاء القبائل الذين يلقون عناية خاصة في استقطابهم وتربيتهم. وتحدث عن فلسفة «التنظيم الإرهابي» في تركيزه على العمل بقطاع التعليم، بهدف التأثير في النشء، ومن ثم استقطابهم ل«الجماعة الإرهابية». وأكد أن «مدرسة الجزيرة» كانت مملوكة في تلك الفترة لرئيس الوزراء وزير الخارجية القطري السابق حمد بن جاسم، ملقياً الضوء على زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي في هذا الوقت لها. وكشف السويدي عن أن مسكنه في قطر استغله «التنظيم الإرهابي القطري» في عقد اجتماع تنظيمي مع «التنظيم السري» بالإمارات، تحت مظلة ما يسمى «التتنسيق الخليجي».