تصاعدت وتيرة العملية العسكرية التي تنفذها القوات النظامية في البادية السورية مدعمة بالمسلحين الموالين لها وبغطاء من الطائرات الروسية والقصف المدفعي المكثف منذ ليل الخميس واستمرت أمس ضد عناصر تنظيم «داعش». وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) أمس، أن وحدات من القوات النظامية السورية العاملة في ريفي حمص وحماة حققت تقدماً مهماً في عملياتها ضد تنظيم «داعش» بفرضها الحصار على أعداد كبيرة من عناصره في بلدة عقيربات بريف سلمية الشرقي. ونقلت الوكالة عن مراسلها في حماة، أن وحدات من القوات النظامية والقوات الرديفة خاضت صباح أمس بالتوازي اشتباكات عنيفة مع مجموعات من تنظيم «داعش» على محور تل الصوانة في ريف حمص الشرقي ومحور قرية الفاسدة في ريف سلمية الشرقي. ولفت المراسل إلى أن الاشتباكات «انتهت بإطباق الحصار على مجموعة كبيرة من عناصر «داعش» في بلدة عقيربات بريف سلمية بعد تكبيدهم خسائر كبيرة في الأفراد والعتاد». وأفادت الوكالة بأن القوات النظامية أحبطت جميع هجمات عناصر «داعش» على القوات المتقدمة ونقاط الحماية بغية إفشال عملية إطباق الحصار وأوقعت بينهم العديد من القتلى والمصابين. وأعلن الإعلام الحربي السوري عبر صفحته على «فايسبوك» أن الجيش فرض حصاراً كاملاً على مناطق سيطرة تنظيم «داعش» في ريفي حماة وحمص الشرقيين في مساحة مقدارها 3 آلاف كيلومتر مربع. وأوضح الإعلام الحربي أن الحصار اكتمل بعد التئام القوات النظامية السورية المتقدمة من جنوب أثريا في ريف حماة الشرقي مع القوات المتقدمة من شمال شاعر في ريف حمص الشرقي بمنطقة جبل الفاسدة شرق حماة. وقال أن الجيش السوري يواصل عملياته في ريف حماة الشرقي، انطلاقاً من مواقعه في رسم الخراف بعد السيطرة على تل أبو فخر المشرف على منطقتي خربة أم حارتين و «دكيلة الشمالية» جنوب قرية حسو العلباوي. وأكدت وزارة الدفاع الروسية الجمعة حصار تنظيم «داعش» في هذه المنطقة، مضيفة: «باتت آخر طرق الإمداد بالسلاح والذخائر للجهاديين في منطقة عقيربات تحت مرمى نيران الجيش السوري». وأوضحت الوزارة أن «القوات الجوية الروسية تقوم دائماً بطلعات جوية للاستطلاع عبر الطائرات المسيرة لتدمير مدرعات وشاحنات البيك أب المحملة بالأسلحة الثقيلة وسيارات الجهاديين» الذين يحاولون الفرار من هذه المنطقة باتجاه محافظة دير الزور القريبة الواقعة بمعظمها تحت سيطرة «داعش».وكانت القوات النظامية العاملة على اتجاه أثريا سيطرت أول من أمس على مسافة 13 كلم على طريق أثريا- توينان- الكريم وعدة مرتفعات حاكمة على الاتجاه ذاته، وقضت على العديد من الإرهابيين من بينهم «أبو محمد الأندنوسي» و «أبو أسامة عياش» والعراقي «أبو منذر الجاسم». وأفاد «المصدر السوري لحقوق الإنسان» بأن القتال شمل نقاط التماس الممتدة بين الطرفين على طول خط التطويق الذي فرضته القوات النظامية على كامل منطقة عقيربات وريفي سلمية الشرقي والشمالي الشرقي ومنطقتي ريف جبل الجراح وجبال الشومرية في ريف حماة والمتصلتين مع ريف السلمية. وتزامنت العمليات مع قتال مستمر بين القوات النظامية المتقدمة من أثريا والمتقدمة من منطقة الكوم لتقليص المسافة المتبقية بينهما في أقصى شمال شرقي حمص. وأضاف «المصدر السوري» أن التقدم الذي حققته القوات النظامية خلال الساعات ال24 الماضية في ريف حمص الشرقي مكَّنها من استعادة السيطرة على نحو ألف كيلومتر مربع من مساحة البادية السورية شمال خط التقدم واستعادة السيطرة على حقل توينان للغاز ومحطة الغاز ومعمل غاز توينان، وحقول الأكرم والغدير وغرب الحسين. وأشار «المصدر السوري» إلى أن مسافة قصيرة باتت تفصل القوات النظامية المتقدمة من جهة أثريا عن قواتها المتقدمة من جهة واحة الكوم، وأنها بدأت عمليات تمشيط المنطقة بعد انسحاب معظم عناصر التنظيم منها. وقال إن معلومات مؤكدة وردت عن مقتل مزيد من عناصر الطرفين خلال التفجيرات والقصف والاشتباكات بينهما. وكان «المرصد السوري» أفاد أول من أمس بأن القوات النظامية تمكنت، بعد تقدمها خلال الساعات ال24 السابقة على محاور في جنوب أثريا وتوغلها نحو حدود حماة مع محافظة حمص عند جبل شاعر ومنطقة حقل شاعر في البادية الحمصية الشرقية، من تحقيق تقدم استراتيجي جديد، والتقت بقواتها المتقدمة من جهة جبل شاعر. وأوضح أن هذا مكن القوات النظامية من فرض أول حصار على تنظيم «داعش» في البادية السورية، وتطويق نحو 3 آلاف كيلومتر مربع يسيطر عليها التنظيم وتحوي نحو 50 قرية وعدداً من حقول وآبار النفط والغاز، ممتدة على جبهات جب الجراح وجبال الشومرية على بعد نحو 50 كيلومتراً من مدينة حمص، وجبهتي ريفي السلمية الغربي والشمالي الغربي وجبهة جبل شاعر. وتحاول القوات النظامية فرض حصار أكبر سيوقع نحو 7800 كلم يسيطر عليها التنظيم في البادية السورية في محافظتي حمص وحماة في حال تمكنت من التقدم مسافة نحو 25 كلم متبقية بين قواتها المتقدمة من منطقة الكوم بأقصى شمال شرقي محافظة حمص، والقوات الموجودة في شمال السخنة. هجوم مضاد وأفاد «المرصد السوري» أمس بأن اشتباكات حدثت خلال ليل الخميس- الجمعة بين القوات النظامية وتنظيم «داعش» في محوري مكسر الحصان وجب الجراح بريف حمص الشرقي، إثر هجوم لمجموعة من عناصر التنظيم على المنطقة التي تقطنها غالبية من أبناء الطائفة العلوية. وترافقت الاشتباكات مع قصف من قبل القوات النظامية على محاور القتال، ووردت معلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين.