قالت مصادر في المعارضة السورية إن انتحارياً فجر سيارة ملغومة وسط تجمع عناصر إسلامية معارضة قرب مدينة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة في شمال غربي سورية ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات. في موازاة ذلك، تقدمت ميليشيات حركة «النجباء»، المنضوية تحت لواء «الحشد الشعبي» في مناطق جديدة على الحدود «العراقية - السورية». ونشرت وسائل إعلام موالية للقوات النظامية السورية صور ميليشيات «النجباء» خلال تقدمها، موضحة إنها سيطرت على مناطق جديدة في المثلث الحدودي بين العراق وسورية والأردن. وأفاد موقع «الدرر الشامية» المعارض بأن ميليشيات «الحشد الشعبي» سيطرت على قرى أم الرحيل وأبو خشبة وبركة المياه، منذ انطلاق عملياتها العسكرية على الحدود بين العراق وسورية ضد «تنظيم داعش». ومنذ وصول ميليشيات «الحشد» إلى الحدود المشتركة، أُحيلت مهمة الحفاظ على أجزاء من الشريط الحدودي بين البلدين إلى عناصر حركة «النجباء»، بسبب وجودهم في سورية منذ أعوام عدة بموافقة القوات النظامية. وحول الهجوم الانتحاري في إدلب، أفادت مصادر المعارضة بأن الانفجار هز مصنع نسيج كان يستخدمه أعضاء ب «هيئة تحرير الشام»، وهي تحالف جماعات مسلحة على رأسها «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً)، مقراً لهم. وقال مصدر إن 12 شخصاً على الأقل قتلوا. وتشن «هيئة تحرير الشام» منذ أيام حملة واسعة لضبط خلايا نائمة تابعة ل «داعش» في محافظة إدلب، وتقول إنها اعتقلت 100 شخص على الأقل بينهم أفراد تقول إنهم عناصر بارزة كانت وراء سلسلة اغتيالات وتفجيرات بالمحافظة في الأيام الأخيرة. وتهيمن على محافظة إدلب جماعات إسلامية متشددة وإن كان هناك وجود لجماعات «الجيش السوري الحر». وطالما شهدت المحافظة الواقعة على الحدود مع تركيا اقتتالاً بين جماعات المعارضة الرئيسية للاستحواذ على مقاليد الأمور. وفي محافظة ريف دمشق، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن القوات النظامية قصفت مناطق في بلدة جسرين، في الغوطة الشرقية، كما قصفت مناطق في مزرعة بيت جن في ريف دمشقالجنوبي الغربي، ترافق مع فتحها لنيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في المزرعة. كما استمرت الاشتباكات العنيفة بين «قوات أحمد العبدو» و «جيش أسود الشرقية» من جهة، والقوات النظامية والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى في محاور بريف دمشقالجنوبي الشرقي على الحدود الإدارية مع محافظة السويداء. وكان «المرصد السوري» أفاد باستمرار الاشتباكات بين قوات النظام مدعومة بمسلحين موالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، وفصائل «جيش أسود الشرقية» و «قوات أحمد العبدو» من جهة أخرى، على محاور في البادية السورية، حيث تركزت الاشتباكات على محاور في ريف السويداء الشمالي وريف دمشقالجنوبي الشرقي المتحاذيين. وشهد ريفا دمشق وشرق السويداء موجة نزوحٍ واسعة، مع تقدم القوات النظامية والميليشيات الرديفة في البادية السورية. وأفادت مصادر متطابقة للمعارضة السورية بأن الآلاف نزحوا خلال الأيام القليلة الماضية، بخاصة من ريف السويداء الشرقي. وكانت القوات النظامية والميليشيات الرديفة، تقدمت على حساب فصائل «الجيش الحر» في مناطق مختلفة من البادية السورية. واستمرت المعارك أمس، إذ أعلن النظام مواصلة عملياته في عمق البادية، مشيرًا إلى أنه «سيطر على مساحة تُقدّر بنحو 20 كيلومتراً مربعاً». وقال سكان وشهود إن بعض النازحين توجهوا إلى «مخيم الركبان» قرب الأردن، بينما توجه آخرون نحو درعا جنوباً. ويضم «الركبان» أكثر من 70 ألف نازح سوري، معظمهم من أرياف حمص ودمشق والرقة ودير الزور. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن معارك عنيفة تدور منذ فجر أمس بين القوات النظامية المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، و «تنظيم داعش» من جهة أخرى، في منطقة الحقول والآبار النفطية الواقعة في جنوب بلدة الرصافة في ريف الرقة الجنوبي، حيث تمكنت قوات النظام من تحقيق تقدم من محيط طريق الرصافة – أثريا، والسيطرة على 3 آبار نفطية، مقتربة بذلك أكثر من الحدود الإدارية بين الرقة وحمص من جهة الرصافة. وبهذا التقدم باتت القوات النظامية على مسافة نحو 19 كلم من الحدود الإدارية، والتي تبعد بدورها عن مدينة السخنة نحو 50 كلم. وتعد السخنة آخر مدينة يسيطر عليها «داعش» بمحافظة حمص، وتبعد عنها قوات النظام أقل من 15 كلم من جهة الجنوب، على الطريق الواصل بينها وبين تدمر. وكانت قوات النظام تمكنت في السادس من تموز (يوليو) الجاري من تحقيق تقدم نحو مدينة السخنة الاستراتيجية التي تعد بوابة للدخول إلى محافظة دير الزور التي يسيطر «داعش» على غالبيتها. ونشر «المرصد السوري» أمس الأول أن قوات النظام فرضت سيطرتها على حقل الهيل النفطي، وإجبار المتبقين من عناصر «داعش» في الحقل، على الانسحاب منه نحو مناطق سيطرتهم في بادية السخنة. وسيطرت قوات النظام في ال19 من حزيران (يونيو) الماضي على بلدة الرصافة الواقعة على طريق سلمية – الرقة، والتي تبعد نحو 40 كلم إلى الجنوب من مدينة الرقة. وأفاد «المرصد» بأن القوات الروسية تعمد إلى تأمين تغطية جوية لتحركات النظام عبر القصف اليومي المكثف على مناطق سيطرة «داعش»، بغية تأمين الطريق للقوات البرية للتقدم والسيطرة على المساحات المتبقية تحت سيطرة التنظيم والتي تحتوي على حقول نفط وغاز.