يبدو ريال مدريد الذي تُوّج باللقب الموسم الماضي للمرة الأولى منذ 2012، مرشحاً للبقاء على عرش الدوري الإسباني لكرة القدم الذي يفتتح الجمعة، لاسيما في ظل حالة عدم اليقين التي يعيشها منافسه الأساسي برشلونة والقدرة المحدودة لكل من جاره أتلتيكو مدريد وإشبيلية. ويمرّ ريال بفترة رائعة منذ استلام نجمه السابق الفرنسي زين الدين زيدان منصب المدرب في منتصف موسم 2015-2016، إذ أحرز النادي الملكي مع بطل العالم لعام 1998 سبعة ألقاب من أصل تسعة ممكنة، آخرها قبل ساعات حين جدّد فوزه على غريمه برشلونة وحسم الكأس السوبر الإسبانية بنتيجة كبيرة 5-1 بمجموع مباراتي الذهاب والإياب. والأهم من ذلك أنّ ريال فرض هيمنته على الساحة القارية وأصبح أوّل فريق في تاريخ مسابقة دوري أبطال أوروبا بصيغتها الحالية يحرز اللقب مرتين على التوالي بفوزه في نهائي 2017 على يوفنتوس الإيطالي بنتيجة كبيرة 4-1. ويؤكد زيدان البالغ من العمر 45 عاماً والذي يتجه لتمديد عقده حتى 2020 أنه "من أجل الوصول إلى هنا، لم يكن الأمر سهلاً. نحن نملك المواهب، لكن الأمر يحتاج إلى الكثير من العمل". ويضع ريال نصب عينيه هذا الموسم تكرار إنجاز برشلونة عام 2009 بقيادة مدربه السابق ومانشستر سيتي الإنكليزي الحالي جوسيب غوارديولا، والفوز بالسداسية وهو بدأ هذا المسعى بشكل واعد من خلال الفوز باللقبين اللذين سنحا أمامه هذا الصيف. وأحرز النادي الملكي الكأس السوبر الأوروبية على حساب بطل "يوروبا ليغ" مانشستر يونايتد الإنكليزي (2-1) ثم اكتسح غريمه برشلونة في الكأس السوبر الإسبانية، على أن يكون اللقب التالي الذي يستهدفه رجال زيدان في كأس العالم للأندية المقررة في كانون الأول (ديسمبر)، وصولاً إلى "حلم" الربيع وثلاثية الدوري والكأس المحليين ودوري أبطال أوروبا. وخلافاً لبرشلونة الذي أحرز الثلاثية مرتين عامي 2009 و2015، لم يتمكّن ريال حتى الآن من تحقيق هذا الإنجاز، ومن أجل الوصول إليه اعتمد زيدان مقاربة الحفاظ على الإستقرار والثبات في الفريق، إذ إنه لم يجر سوى تعاقدين "هامشيين" إلى حد ما هذا الصيف بضم الجناح الفرنسي الشاب تيو هرنانديز من الجار أتلتيكو، ولاعب الوسط داني سيبايوس من ريال بيتيس. وسيعتمد ريال كالعادة على نجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي يغيب عن المراحل الأربع الأولى بسبب الإيقاف نتيجة دفعه الحكم إثر طرده في ذهاب الكأس السوبر، محاطاً بالفرنسي كريم بنزيمة والويلزي غاريث بايل وإيسكو وماركو أسونسيو. وسيكون النادي الملكي هدفاً للجميع إن كان محلياً أو قارياً، ورأى زيدان عشية صافرة انطلاق الموسم "أننا في بداية موسم طويل وصعب. سيصبح أصعب وأصعب مع تقدم الأيام". ويعول ريال على حالة عدم اليقين التي يعيشها غريمه برشلونة الذي يخوض الموسم بمدرب جديد هو أرنستو فالفيردي، خليفة لويس إنريكي، ومن دون أحد أضلاع الثلاثي الرهيب أي البرازيلي نيمار الذي قرّر خوض مغامرة جديدة مع باريس سان جرمان الفرنسي ودفع قيمة البند الجزائي وأصبح أغلى لاعب في تاريخ اللعبة (222 مليون يورو). وظهر النادي الكاتالوني مهزوزاً تماماً في اختباره الرسمي الأول، وبدا الثنائي الأرجنتيني ليونيل ميسي والأوروغوياني لويس سواريز تائهاً من دون شريكهما نيمار. لكن باب الإنتقالات الصيفية لن يقفل قبل 31 آب (أغسطس) وما زال برشلونة مصمماً على ضم صانع الألعاب البرازيلي فيليبي كوتينيو من ليفربول الإنكليزي الذي رفض حتى الآن ما قدمه له النادي الكاتالوني، والجناح الفرنسي عثمان دمبيلي من بوروسيا دورتموند. وأكد مدير عام برشلونة بيب سيغورا بعد الخسارة أمام ريال الأربعاء في إياب الكأس السوبر، أن المفاوضات مع ليفربول ودورتموند بشأن كوتينيو ودمبيلي قد تصل إلى نهايتها السعيدة في الأيام القليلة المقبلة، مانحاً مشجعي "بلاوغرانا" بعض المعنويات عشية انطلاق الموسم الجديد الذي يفتتح فريقهم الأحد على أرضه ضد ريال بيتيس، أي في اليوم نفسه الذي يحلّ فيه ريال ضيفاً على ديبورتيفو لا كورونيا. ونفى مدافع برشلونة جيرار بيكيه أن العلاقة متوترة بين اللاعبين وإدارة النادي الكاتالوني، لكنه اعترف أن أمام فريقه الكثير من العمل إذا أراد تقليص الهوة التي تفصله عن غريمه ريال مدريد، قائلاً "نحن لسنا في أفضل حالاتنا، إن كان كفريق أو كناد". وتابع بعد خسارة الأربعاء في مدريد "يجب علينا أن نتعاضد والمضي قدماً. هذا الموسم طويل وقد بدأ للتو. ريال مدريد كان الأفضل وعلينا بالتالي التعايش مع الهزيمة، أن نهنئهم ونمضي قدماً". ويرفض المدرب الجديد فالفيردي من جهته الحديث عن مرحلة انحدار في النادي الكاتالوني، مشدداً "نملك فريقاً جيداً وربما إذ انضم إلينا لاعبون جديد، بإمكاننا استعادة توازننا". أما بالنسبة لقطب مدريد الآخر أتلتيكو، فأبرز جديده للموسم الجديد سيكون ملعبه "واندا متروبوليتانو" الذي سيعتمد رجال المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني كمعقلهم اعتباراً من منتصف أيلول (سبتمبر) بدلاً من الملعب التاريخي "فيسنتي كالديرون". وفي ما يخص جديده على صعيد الإنتقالات، فلا شيء أضيف إلى التشكيلة السابقة كون النادي ممنوعاً من أي تعاقدات حتى كانون الثاني (يناير) بسبب قوانين الإتحاد الدولي "فيفا" المتعلقة بالتعاقد مع القاصرين الأجانب. وكل ما فعله أتلتيكو هو تجديد عقد هدافه الفرنسي أنطوان غريزمان وتعاقده مع لاعب الوسط الهجومي فيتولو الذي أعير إلى لاس بالماس حتى العام الجديد، أي موعد انتهاء العقوبة المفروضة عليه، كما من المرجح أن يعود إليه في كانون الثاني (يناير) مهاجمه السابق دييغو كوستا من تشلسي الإنكليزي. وكالعادة، سيكون إشبيلية منافساً أساسياً على إحدى البطاقات المؤهلة إلى دوري أبطال أوروبا، لكن هذه المرة من دون مديره الرياضي مونشي المنتقل إلى روما الإيطالي، أو مدربه خورخي سامباولي الذي انتقل للإشراف على منتخب بلاده الأرجنتين. وتعاقد النادي الأندلسي مع أرجنتيني آخر للإشراف عليه بشخص إدواردو بيريتسو الذي سيكون في تصرفه أسلحة جديدة أبرزها نوليتو ومواطنه إيفر بانيغا وخيسوس نافاس. وبالنسبة للفرق الأخرى مثل فالنسيا أو فياريال وأتلتيك بلباو، فسينحصر طموحها ببطاقة الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ"، إلا إذ كان أتلتيكو وإشبيلية متعثرين، فحينها ستكون الفرصة قائمة لأحدهما من أجل الوصول إلى المسابقة القارية الأم كأقصى طموح.