على رغم استبشار الجماهير الهلالية بالصفقات المدوية التي أبرمتها الإدارة في فترة الإعداد من خلال استقطاب أسماء ذات وزن ثقيل على مستوى الكرة السعودية، متباهية بما تقدمه إدارة النادي أمام الجماهير الأخرى، بل وتراقصت طرباً مع كل قدوم وافد جديد، مقدمة أنواع الشكر للإدارة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومغدقة رئيس النادي بالإطراء والثناء، بل وبعض كبار النقاد في الشارع السعودي تنبأ بقدرة الهلال على حسم الدوري مع نهاية الدور الأول، إلا أن الصدمة كانت أثقل من الصفقات الهلالية، إذ أطل المدرب الأرجنتيني دياز بجملة من التخبطات التي لا يقرها خصوم الهلال وليس محبيه، فلا منطق ولا عقل يقبل إبعاد حارس بقامة العماني علي الحبسي الذي أمضى نحو 12 عاماً في الملاعب الأوروبية عن القائمة الآسيوية مهما كانت المبررات والمسببات. عجرفة المدرب دياز لم تقف عند حد الخطيئة الرياضية الكبيرة بالاستغناء عن الحبسي آسيوياً، بل رفع راية التحدي أمام المدرج الهلالي الكبير من خلال العبث الواضح والصريح بإبعاد الوافدين الجدد الدوليين محمد كنو وزميله حسن كادش، إلى جانب مختار فلاته وعلي البليهي، عن المباراتين السابقتين أمام الفيحاء والتعاون، وإعطاء الفرصة فقط للاعبه المدلل المفلس الأوروغوياني ماتياس بريتوس الذي ظهر في المشاركتين السابقتين بأداء أشفق عليه خصوم الهلال قبل عشاقه، ويبدو أن غطرسة دياز قوبلت بضعف إداري من خلال التخلي عن حقها في التدخل المشروع تاركة الحبل على الغارب لدياز، ما جعله يتمادى غير آبه بعواقب عبثه وتخبطاته مع اقتراب مباراتي ربع نهائي دوري أبطال آسيا أمام العين الإماراتي، التي أعتقد جازماً أن آخر صافرة بتلك المواجهتين ستكون آخر عهد دياز بالقميص الأزرق هو ونجله، الذي يتقمص دور مساعد المدرب المتحمس. لسان حال الجماهير الهلالية يقول: ألا يوجد في هذا الكيان العريق رجل رشيد يتصدى لمهازل دياز قبل أن ينال العين الإماراتي من تاريخ الزعيم، وينتشل الإدارة من ضعفها الذي بات يهدد بنسف طموحات الجماهير الهلالية، ومهما حاول بعض المتفائلين إقناع أنفسهم والآخرين بأن البدايات تحتمل بعض الأخطاء، إلا أن الحقيقة التي لا يحجبها حسن النوايا تؤكد أن دياز يقود الهلال إلى نفق مظلم لا يعلم ما ينتظره في منعطفة الأخير، لا شك في أن الأيام ستكون حبلى بالأحداث التي حتماً لن تكون سارة لبنو الزعيم، ما لم يتحرك رجاله المخلصين قبل فوات الأوان.