استمرت امس المواجهات في العاصمة اليمنية بين متظاهرين يطالبون باسقاط النظام وآخرين مؤيدين له، واستخدمت فيها العصي والحجارة والفؤوس والخناجر، موقعة عدداً من الجرحى، في حين فتح الرئيس علي عبدالله صالح ابواب مكتبه في القصر الرئاسي في صنعاء لاستقبال المواطنين وتلقي شكاواهم ومناقشة أوضاع البلاد التي تشهد احتجاجات متصاعدة تقودها أحزاب المعارضة مطالبة اياه بالتنحي. واندلعت اعنف الصدامات في شارع الدائري في محيط جامعة صنعاء بين العشرات من أنصار الرئيس المزودين فؤوساً وهراوات ومتظاهرين من الطلاب والمعارضة، قبل أن تنتقل المواجهة إلى حرم الجامعة الذي اقتحمه عدد من مؤيدي حزب «المؤتمر الشعبي العام» الحاكم ورفعوا شعارات تندد بهيئة التدريس في الجامعة. وقال شهود إن المهاجمين استخدموا عصيا وهراوات وأسلحة بيضاء، ما أدى إلى إصابة عشرات المعارضين بكدمات وجروح معظمها طفيف. وقالت نقابة أعضاء هيئة التدريس بالجامعة إن بعض أعضائها تعرضوا للشتم والسب والتهديد من أشخاص استباحوا الحرم الجامعي. لكن بعض الطلاب المعارضين تمكن من التوجه نحو ميدان السبعين حيث القصر الرئاسي، فمنعتهم قوات قوات الأمن من التقدم على بعد حوالى 1.5 كيلومتر منه، ثم ما لبثوا ان تعرضوا لهجوم مئات من انصار الرئيس. واكد معارضون ان رجال شرطة بملابس مدنية شاركوا في المواجهات واستخدموا عصياً مكهربة. وكان انصار حزب «المؤتمر» سيطروا على الميادين العامة التي كان المعارضون يحتشدون فيها، بما في ذلك «ميدان التحرير»، وسط صنعاء، حيث نصبت مجموعات موالية للرئيس الخيام وسط حماية أمنية مشددة، وحالت دون وصول المحتجين إلى الميدان والاعتصام فيه. وشهدت محافظة تعز اشتباكات هي الأعنف بين متظاهرين ضد النظام ومجموعات موالية للحكم، ما أدى إلى إصابة 23 شخصاً على الأقل، وفقاً لمصادر طبية. وذكرت مصادر حقوقية إن عناصر ممن يصفونهم ب «بلطجية الحزب الحاكم» انقسموا إلى فريقين وقاموا بمهاجمة الشباب المعتصمين في شارع صافر، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بجروح، قبل ان يتبادل الطرفان التراشق بالحجارة. وانتهت المواجهة بتدخل قوات الأمن التي اطلقت النار في الهواء واحتجزت بعض المتظاهرين من الطرفين ثم أفرجت عنهم. وانتقدت أحزاب المعارضة المنضوية في تكتل «اللقاء المشترك» ما أسمته «نزوع السلطة نحو العنف في تعاملها مع الإعلاميين والحقوقيين والنشطاء السياسيين»، كما دانت الاعتداءات التي تعرض لها عدد من الصحافيين، بينهم الصحفي عبدالله غراب مراسل تلفزيون «بي بي سي»، وخالد المهدي مصور وكالة «رويترز» وهاني العنسي مصور وكالة «اسوشييتد برس»، والصحافية سامية الأغبري. كما دانت نقابة الصحافيين اليمنيين بشدة «الهجمات المنسقة» التي قالت إن شخصيات وقيادات في الحكم تقودها ضد الصحافيين أثناء تغطية الاحتجاجات. وحذرت في بيان من «تزايد الهجمات والبلطجة ضد اعضائها». في موازة ذلك، شرع الرئيس علي صالح منذ امس باستقبال العشرات من زعماء القبائل والمواطنين الذين قدموا من محافظتي صنعاء وعمران والضواحي القريبة من العاصمة، وناقش معهم «العديد من القضايا والمواضيع التي تهم الوطن والمواطنين، وفي مقدمها ما يجري على الساحة اليمنية، بالإضافة إلى القضايا المتصلة بتطلعات واحتياجات المواطنين في هذه المناطق»، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الرسمية «سبأ». وقال بيان رئاسي إن قرار فتح مكتب الرئيس أمام المواطنين، يأتي في إطار «العلاقة الحميمة والوثيقة التي ظل الرئيس يحرص على إقامتها مع فئات الشعب كافة»، معرباً عن أمله «في أن تخدم الخطوة المصلحة الوطنية العليا، وتكفل تعزيز الاصطفاف الوطني الواسع إزاء التحديات التي تواجه اليمن من قبل كل القوى التي لا تريد له الاستقرار».