المكان الذي تهفو إليه قلوب ملايين المسلمين من كل بقاع وأصقاع الأرض، أصبح في متناول بصرهم وسمعهم الآن بفضل شباب مكةالمكرمة، الذين أشربت قلوبهم بحب هذه المدينة المقدسة، وعلى أجنحة التقنيات الجديدة ينقلون روح هذا المكان عبر صور حية ومباشرة، يتتبعون التفاصيل، ويلتقطون ما لا تحوز عليه كاميرات البث التلفزيوني التقليدية. شيء من روح المدينة وعبقها ينقله شباب مكة بشغف واستمتاع عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، رغبة منهم في مد حبال الوصل والود بين المسلمين وأرض رسالتهم. قبل عام من الآن انطلق «سناب مكة» على يد الشاب أيمن الشريف، وهو طالب للماجستير، يعرف شعاب مكة لأنه من أهلها، يتخذ من «البساطة» مبدأ عمل وهو ينقل تفاصيل الحرم المكي وأجواءه المختلفة، ولا سيما خلال المواسم الدينية التي تزيد فيها البقاع المقدسة اكتظاظاً وروحانية. وتمكن خلال فترة قصيرة من نيل اهتمام الناس ومتابعتهم وإعجابهم، ولا سيما أنه لا يقدم معلومة تقليدية، بل ينبش في التفاصيل وفي كواليس العمل الذي يجعل الحرم باستمرار في كامل جاهزيته وأبهته لاستقبال قاصديه ولو بالملايين. وهو شاب مضياف، كثيراً ما يرحب بحضور مشاهير السوشيال ميديا، ليقف معهم على الملامح غير المرئية للحرم المكي، كيف تعبأ عبوات زمزم، وكيف تغسل السجادات وتجهز للصلاة، وكيف توزع المصاحف في الأنحاء المترامية للمسجد، وكيف ينتشر عمال الصيانة في أجزائه وأدواره المختلفة، وسوى ذلك من الأسرار التي تخفى على الزائر العادي، فتتعرف عليها خلف قصص الشريف وضيوفه في «سناب مكة». و«سناب مكة» يأتي مثل كثير من المبادرات التي حقق فيها شباب سعوديون استثماراً ذكياً ومفيداً للتقنيات الجديدة في نقل صورة مميزة وحضارية عن بلدهم. ففي عام 2015 استطاع الشاب أحمد الجبرين أن يحول فكرته «مكة لايف» وهي حملة لتعريف الغرب بعظمة الإسلام وتثقيفهم عن الحرم المكي وصلاة التراويح طوال يوم 26 وليلة 27 رمضان، إلى حدث عالمي كبير. يتحضّر الشريف ومعاونوه في مشروع جديد بالتزامن مع انطلاق موسم حج هذا العام، ب«حملة عيش الحج مع سناب مكة». «الحياة» التقت الشاب أيمن الشريف وسألته عن الحملة فرد قائلاً: «هي امتداد لتغطيات (سناب مكة) على منصة سناب شات من خلال تغطيات منوعة لموسم الحج وإبراز جهود المملكة في خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن من خلال الخدمات المقدمة لهم في المسجد الحرم أو المشاعر المقدسة، وجهود رجال الأمن في عملية إدارة الحشود وتنظيم الحركة وغيرها من المواضيع التي تهم المتابع وإيصال آخر الأخبار والمستجدات بالتعاون في ما يخص مكة والحج». ويعمل على حساب «سناب مكة» مجموعة من شبابها ومبادريها، يتناوبون على تقديم محتواه المميز، ويحاولون تقديم تغطيات منافسة لوسائل الإعلام المتزاحمة في هذه البقعة، ولكن بروح أكثر خفة ورشاقة وظرافة وهي اللغة العصرية الأكثر سرياناً وانتشاراً هذه الأيام. أكثر ما يحركهم ويدفعهم للمزيد من العمل والبذل هي ردود الفعل المميزة التي يجدونها من وراء جهودهم، رسائل من دول العالم المختلفة وبلغات شتى يربطهم الحب والشوق لهذا المكان، تحثهم للمواصلة والاستمرار. وأخيراً فاز المشروع بجائزة مكة للتميز في دورتها الثامنة في فرع التميز العلمي والتقني، وتسلم الشاب أيمن الشريف مؤسس حساب سناب مكة الجائزة من أمير المنطقة لتوظيفه وتسخيره للتقنية ومخرجاتها بطرق سهلة ومميزة ومشاركته في نقل صور عن عدد من المشاريع في المنطقة لجميع أنحاء العالم. وعلق الشريف قائلاً: «حصول حساب سناب مكة على جائزة التميز لهذا العام من الأمير خالد الفيصل هي بمثابة الدعم لمشروع إعلامي شاب يخدم مكة إعلامياً، حيث البساطة في نقل الأحداث، ونسعى إلى أن نكون قدوة في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وتقديم محتوى يفيد المتابع».