يرتدي ماثيو بوس زيّه البراق ويعتلي خشبة المسرح ليقلد حركات إلفيس بريسلي الذي ما زال يكن له إعجاباً كبيرًا بعد 40 سنة على رحيله. يشارك ماثيو، كما الآلاف من محبي «ملك الروك»، في مسابقة «إلفيس تريبوت آرتيستس» لإحياء ذكرى إلفيس الذي توفي عام 1977 بعد مسيرة ناجحة استمرت أكثر من 20 عامًا. وماثيو البالغ من العمر 18 سنة والذي أنهى المدرسة الثانوية للتو هو في سن أصغر مما كان إلفيس عندما سجل أولى أسطواناته، لكن المراهق يؤكد أنه «معجب به منذ صغره» بفضل عمته وجدته اللتين عرّفتاه عليه. وبدأ يحيي عروضه الأولى في السابعة من العمر وراح يتقاضى المال عنها في الثامنة. وهو اليوم يشارك في مسابقة «إلفيس تريبيوت آرتيستس» المنظمة في ممفيس (ولاية تينيسي) في الذكرى الأربعين لوفاة ملك الروك. وينال الفائزون مبلغًا يتراوح بين 50 و5 آلاف دولار وفق الفئات التي يتقدمون إليها. لم تكن الأمور دوماً سهلة بالنسبة إلى ماثيو الذي كان رفاقه في المدرسة يستعينون به كمتنفس لهم. ويروي الشاب: «كنت في حالة سيئة جداً لكنني كنت أستمع إلى موسيقى إلفيس عند العودة إلى البيت وأشعر بالتحسن». ويحلو لماثيو أن يشبّه المشاركين في هذه المسابقة بعائلته، فهم كلهم يكنون إعجاباً كبيراً لإلفيس الذي لا نظير له في رأيهم. وبات أفضل أشباه ملك الروك مشهورين في أوساط محبي الفنان، حتى أن البعض منهم يحيون حفلات زفاف. لكن لهذا الشغف كلفة، فماثيو يستقل الطائرة من نيويورك إلى ممفيس لإحياء حفلات يجني منها بين 300 و5 آلاف دولار، في حين أن بزته وحدها تكلف 5 آلاف دولار. وهو ينوي الالتحاق بالجامعة لكنه لا يفكر بتاتاً في الاعتزال ويقول «أمامي 15 سنة على الأقل». لكنه يقر باستحالة «تقليد ألفيس مدى الحياة. في مرحلة ما ينبغي لنا أن نتوقف إذ إن حركات الرقص ستؤلمنا». خلافاً لماثيو، رون توتر مصفف الشعر البالغ من العمر 52 سنة حديث العهد بتقليد إلفيس بريسلي. وهو خاض هذا المجال قبل أربع سنوات «للتسلية والتعرف على معجبين آخرين». ويقول: «يعرفون أننا لسنا إلفيس الحقيقي، لكنهم يعاملوننا كما لو كنا كذلك والأمر رائع بالفعل». وتؤكد أنجيلا تود التي أتت من ميتشيغن إلى ممفيس للمشاركة في الذكرى الأربعين لرحيل النجم: «يحافظ مقلدوه على استدامة إرثه ويخلدونه». ولد إلفيس بريسلي في 8 كانون الثاني (يناير) 1935 لأب سائق شاحنة وأم خياطة في منزل صغير في مدينة توبيلو بولاية ميسيسيبي. عام 1948، انتقل إلى ممفيس حيث نال شهادة الثانوية العامة قبل تسجيل أول أسطوانة في سن التاسعة عشرة ، وكان نجاحها السريع كفيلاً بمنحه نجومية سهلة. وتمكنت موسيقى هذا الشاب المتمرد الذي أثارت خطواته الراقصة الإيحائية سخط المحافظين، من تخطي الانقسامات في جنوبالولاياتالمتحدة الذي كان لا يزال رازحاً تحت أعباء التمييز العرقي. واشتهر إلفيس بخفة حركته في الرقص وأصبح رمزًا محبباً خصوصاً لدى النساء بفضل جاذبيته. وقدم الكثير لعالم الموسيقى إلى درجة أن أغنياته شكلت مصدر وحي لكثيرين من أهم الفنانين في العالم بينهم فرقتا «بيتلز» و «رولينغ ستونز». وقدم بريسلي لعالم الفن عدداً كبيراً من الأغنيات الناجحة، من بينها «هارتبريك أوتيل» و «هاوند دوغ» و «جايلهاوس روك» و «آر يو لونسوم تونايت»، وكلها أعمال لقيت نجاحًا ساحقًا وأعيد تقديمها بنسخ كثيرة عبر الأجيال. وبعد خيارات فنية غير موفقة، تدهورت صحة إلفيس بريسلي الذي أحيا آخر حفلة له في 25 حزيران (يونيو) 1977 في أنديانابوليس. وتوفي عن 42 سنة في آب (أغسطس) من العام نفسه إثر نوبة قلبية، علماً أنه كان يتناول عدداً كبيراً من الأدوية. تزوج إلفيس من بريسيلا عام 1967 وانفصلا عام 1973، ولهما ابنة واحدة هي ليزا - ماري.