لم تعد درجة الحرارة الملتهبة التي قد تتعدى في معظم مدن السعودية ال50 درجة مئوية، عائقاً أمام محبي رياضة المشي التي باتت تجذب كثيرين من الجنسين، لاسيما بعد زيادة الوعي المجتمعي بأهميتها في الحفاظ على اللياقة البدنية والصحة الجسدية والنفسية، فضلاً عن أنها أصبحت ممتعة أكثر بفضل نظام المراوح والأنظمة المزوّدة بالرذاذ والضباب الاصطناعي التي وفرتها أمانة منطقة الرياض، لترطيب الأجواء الحارة وتشجيع هواة المشي ومرتادي الحدائق وممرات المشاة لمزاولة هواياتهم والاستمتاع بها. وأوضح المدير العام للإدارة العامة للحدائق في أمانة منطقة الرياض المهندس إبراهيم الهويمل، أنه بوشر تركيب مراوح وأنظمة رذاذ الماء عبر مراوح أو خطوط مجهّزة لتلطيف الأجواء في أجزاء من الحدائق العامة والساحات البلدية وممرات المشاة لتمكين مزاولي رياضة المشي ومرتادي الحدائق، التي تشهد حضوراً مميزاً من مختلف شرائح المجتمع خلال إجازة الصيف، من الاستمتاع بأجواء مناسبة. وأوضح الهويمل أن تركيب هذه الأنظمة يساهم في تخفيف حرارة الجو وجفافه، إذ يمكن استخدام تقنية الرذاذ والضباب الاصطناعي لتبريد المساحات الخارجية المفتوحة في الأماكن العامة وأماكن الجلوس. كما يمكن هذه الطريقة خفض مستوى درجة الحرارة وتلطيف الجو. ومن هذا المنطلق، بدأت أمانة الرياض في تركيب المراوح والأنظمة في عدد من ممرات المشاة والساحات البلدية. وتشهد العاصمة السعودية ممرات المشاة في مواقع وساحات وحدائق عدة بالعاصمة السعودية إقبالاً متزايداً على مزاولة المشي والتنزه. لذا حرصت أمانة الرياض على تجهيزها بوسائل الراحة والسلامة، وتشمل الرصف والتشجير والإنارة وتكييف الهواء واللوحات الإرشادية، فضلاً عن توفير تجهيزات لذوي الحاجات الخاصة وكبار السن. ويعد ممر المشاة في طريق الملك عبدالله بن عبدالعزيز (3350 متراً) واحداً من أبرز الطرق التي يزاول فيها المشاة هوايتهم، ويأتي في المركز الثاني الممر المحيط بمدينة الملك فهد الطبية من ناحية طوله، إذ يبلغ 1050 متراً. وفي أوقات الذروة تكتظ هذه الممرات بعشاق هواية المشي، خصوصاً في المساء عندما تخف حرارة الطقس، غير أن أنظمة المراوح والرذاذ التي هرعت الأمانة إلى تركيبها أخيراً ساهمت في ارتيادها من بعض الناس في أوقات باكرة من المساء. ولا يستغرب زائر هذه الأماكن وجود القطط بكثرة، والتي أصبحت صديقة مقرّبة للمشائين والمهرولين، فتجدها تزاول بدورها التنزه والمشي في المسطحات الخضراء وبين الشجيرات تنتظر «إحساناً وكرماً» ممن يمر بجوارها وتجود نفسه بطعام لها، ما جعلها أليفة للممرات، ومن قاطني هذه الأماكن. وتقول نوف الشهري التي تحوّلت من المشي في ممر مدينة الملك فهد الطبية إلى ممر الملك عبدالله: «إن نظام الضباب الذي يحسن الجو ويبعث الانتعاش عند المشي جذبني إلى تغيير المكان والانتقال إليه، فأنا أستمتع كثيراً حين أزاول المشي حالياً تحت الرذاذ لأني جربته وشعرت بالفرق»، مشيرة إلى أنه ساعد كثيراً في تخفيف حدة الحرارة التي تشهدها مدينة الرياض. من جهتها، تشير هوازن ذياب التي انتقلت من جدة إلى الرياض لحصولها على وظيفة أخيراً فيها، إلى أنها تزاول هواية المشي بعد خروجها من الدوام مباشرة في حال لا تشعر أنها مرهقة، وزادت: «عند خروجي من العمل أذهب إلى الممشى لأسير قليلاً وأتنزه، وألاحظ أن أنظمة الضباب التي وضعتها الأمانة خفضت حرارة الجو»، لافتة إلى أن الناس لا تمانع من المشي عند الساعة الثالثة والنصف عصراً، فيما كان هذا الوقت تحديداً غير مقبول قبل تركيب أنظمة ومراوح الضباب.